آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

سقوط دولة داعش

زكي أبو السعود *

ابتدأت قطاعات كبيرة من الشعب العراقي في هذا اليوم التاسع من يوليو في الاحتفال باسترداد مدينة الموصل وتحريرها من هيمنة داعش. وبانتظار اخراج الداعشيين نهائياً من بقية الاراضي العراقية ومدينة الرقة وبقية الاراضي السورية - الذي لا يبدو انه بعيدا - فأن دولة الخلافة التي اعلن البغدادي عن قيامها من الموصل قبل ثلاث سنوات، لم يعد بإمكانها البقاء والاستمرار في الوجود «كما بشر بها قادتها ومناصريها في داخل وخارج العراق»، وها نحن في انتظار ساعة أفولها التي اصبحت قاب قوسين أو أدنى، وحين يتم ذلك لن يكون لداعش اراض ترفع عليها راياتها السوداء، التي شكلت رمزاً للبغي والوحشية والتمييز الطائفي والديني، ومصدراً لمهانة الانسان.

هذا الإنجاز العسكري لم يأت سهلاً، ولم تكن معاركه في كل من العراق وسوريا بدون تكلفة وتضحيات كبيرة دفع أثمانها الاف الضحايا الذين قدموا ارواحهم بشجاعة في سبيل بلوغ هذا الإنجاز الكبير.

وهو إنجاز يحق للشعب العراقي بفخر الاحتفال به.

إن اسقاط رايات داعش وتنظيف الاراضي العراقية والسورية منها، سيكون مناسبة بهيجة ليس لشعوب تلك البلدين، بل لشعوب المنطقة كافة، ومن ضمن ذلك شعبنا في السعودية الذي هو الآخر عانى ايضا من جرائم وارهاب الداعشيين، وسقط في مواجهته والتصدي له خيرة من ابناء شعبنا وجنوده البواسل.

وبذلك فأن اسقاط خلافة داعش وضرب العمود الفقري لتنظيمهم الارهابي في العراق يعد خطوة مهمة في المسار الطويل للقضاء على الفكر والنهج الداعشي، واجتثاث جذوره وجذوعه واغصانه التي لا زال هناك من يرعاها ويغذيها بأساليب مختلفة في عدد من المجتمعات والبلدان الاسلامية.

لم تكن الممارسات الداعشية في كل من العراق وسوريا واينما حلوا، مختلفة عن ممارسات القوى الفاشية والعنصرية والمستبدة المعادية لتقدم وحرية الشعوب والتي عانت منه شعوب أخرى في اوروبا وامريكا اللاتينية وافريقيا، وبذا يحق لكل القوى الخيرة في منطقتنا وفي العالم اجمع من مناصري السلام والحرية والمساواة بين الشعوب والمؤمنين بحقها في التقدم والحياة الكريمة ان تبتهج بتباشير هذا الإنجاز، وتسجله - حينما يتم - ضمن المناسبات التاريخية في السجل العالمي لانتصارات الشعوب.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…