آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

لا نحتاج لمسجدٍ كبير

الشيخ حسين البيات

ما اجمل ان تتواصل سُبل تثبيت وتقوية الدين والقيم في المجتمع ببناء المساجد والحسينيات والمراكز الخيرية من جمعيات وغيرها والمساهمة في مساعدة الفقراء والمعوزين في شتى بقاع قطيفنا العزيزة.

والاجمل ان ننتقل من مرحلة المساجد الضخمة الى مرحلة ان نبني ما نحتاجه مما يُساهم في تكامل المجتمع وتطوره ونفكر مليا في كيفية البناء وحجمه ونوعه ولنفكر بدلا من بناء مسجد كبير بطاقة الف مصلٍ الى مسجد يتناسب وحجم المصلين في تلك المنطقة او المحلة ونقسم تلك الارض اذا كانت كبيرة قبل ان تُقسم الى مشاريع ثقافية واجتماعية وخيرية.

فشكرا لمن بنى وشارك في عمارة هذه المساجد الجميلة ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ.. وشكرا لمن تمكن من بناء المسجد والمركز الخيري وغيره مما يخدم الانسان.

ان تقسيم ارض كبيرة يُراد بناؤها لمسجد الى ثلاثة مشاريع او اربعة - قبل ايقافها شرعا - مثل انشاء مكتبة تتوفر فيها الكتب المفيدة وصالات القراءة وقاعات للقاء الفكري والثقافي والتدريبي ومبنى لمركز صحي يساهم في الحفاظ على صحة الناس ويمكن لمثل هذا المركز من التنسيق مع الوزارات المعنية فبدلا من الايجار لمباني لا تتوفر فيها التقسيمات المناسبة الصحية فيمكن ان يحل هذا محله ويكون بديلا مؤقتا حتى تبني الوزارة المبنى الرسمي.

ويمكن الاستفادة منه للرعاية الاولية للمسنين وذوي الحاجات وغيرها من المشاريع الخيرية الاجتماعية المفيدة.

ولا يقتصر هذا على ارض المسجد بل لان العدد يزداد في حجم المساجد الكبيرة وما يكلفه من تكييف واثاث قد لا تحتاجه تلك المنطقة لتعدد المساجد او لتواضع عدد المصلين هناك وربما بني لوجود حاجة مؤقتة لاستعماله مع سعته الكبيرة لبعض المناسبات السنوية مثلا، فان تكلفته الباهضة بناءا وتشغيلا خصوصا تكييفه، ليدعو للتفكير الجدي في اعادة هيكلية تفكيرنا في مثل هذه المشاريع الخيرة والعظيمة لننفتح على مشاريع اجتماعية خيرية اخرى.

وقال الشيخ حسين البيات في كلمته: حبذا لو نبدأ من اليوم بالتفكير في كيفية بناء اماكن يستفيد منها الناس فقد كان اجدادنا يوقفون السواقي من المياه للمارة ويحفرون الابار لافادة الناس وكانت اكثر حمامات المناطق الارتوازية يقوم بحفرها وبنائها اهل الخير والصلاح ولم يكتفوا بنوع واحد بل كانت كثيرة ومفيدة.

ادعو الجميع للتفكير الجدي في اي مشروع لمسجد قادم بدراسة ميدانية جيدة للقيام بحاجات الناس وافادتهم بشكل يقدم خدمة جيدة لمستقبلهم لاسيما جيل الشباب الذي هو المعني بمثل هذا الامر فانه هو من سيرث هذه المشاريع ويستفيد منها.