السياحة الجورجية.. والمجموعات السياحية
يتساءل البعض عن السياحة في جورجيا وعن السفر إليها مع المجموعات السياحية وأحببت أن أسلط الضوء على ذلك في هذه السطور ولو بالمقدار اليسير ليستفيد منها الآخرون قبل خوضهم مثل هذه التجربة.
السياحة الجورجية حديثة عهد بالنسبة لنا خلال هذه السنوات وهي تجربة جديدة بالنسبة لي للذهاب مع مجموعة سياحية في العام الماضي لأول مرة تشمل النقل والسكن والبرنامج السياحي وذلك لضيق الوقت وعدم التخطيط المسبق وحجز الطيران والفنادق. الذهاب مع مجموعة سياحية له ايجابياته وسلبياته فمن الإيجابيات توفير الرحلات المباشرة والفنادق المتميزة من فئة الخمس نجوم بأسعار مناسبة نسبيا لايمكن الحصول عليها بنفس السعر من قبل السائح فضلا عن عدم توفرها لو كان التخطيط متأخرا. ومن ايجابياتها توفر المرشدين السياحيين الذين يتحدثون اللغة العربية أو الإنجليزية لأن الأغلبية من الشعب الجورجي لايتحدثون بغير لغتهم ويصعب التفاهم معهم. جدير بالذكر بأن بعض هؤلاء المرشدين من العرب الذين يدرسون الطب وتخصصات أخرى في الجامعات الجورجية.
ومن سلبيات السفر مع المجموعة الإلتزام والتقيد بالمجموعة في جميع الحركات فتأخر شخص يعني تأخر المجموعة التي قد يصل عددها إلى 40 شخصا. ومن السلبيات التي واجهها السواح حسب التغذية الراجعة من عدد منهم سوء التنسيق والتواصل وعدم وجود شخص إداري قائد للتواصل مع العملاء ومعالجة الأمور الطارئة واتخاذ القرارات السريعة، ووجود بعض الأخطاء في الحجوزات بين المناطق السياحية بحيث يلزم البقاء في مدينة ما أكثر مما تستحقه فيشعر السائح بالملل لعدم وجود معالم سياحية يزورها ولا أنشطة يمارسها خلال فترة إقامته كمن حجز له 6 ليال في مدينة برجومي وهي لاتحتاج أكثر من ليلتين من وجهة نظر الكثير. بالإضافة إلى بعض الملاحظات الأخرى التي لم يمكن علاجها نظرا لعدم وجود ممثل من السعودية للتفاهم معه بالإضافة إلى عدم معرفة المسؤول الإداري في جورجيا وتهربه لو طلبت التواصل معه لأي مشكلة فالأمر كله لدى المرشد السياحي الذي لايملك اتخاذ القرار وغير مسموح له لتمكين السائح من التواصل مع المسؤول. من السلبيات أيضا عدم الإلتزام بالمواعيد وخصوصا في أوقات الإنطلاق للبرامج السياحية مما يخلق حالة من الفوضى وعدم الثقة والتسيب عند البعض للتهاون والتأخير.
ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها ومراعاتها من مكاتب السياحة في السعودية تحري الشفافية والدقة وتوضيح تفاصيل البرنامج السياحي والمعالم السياحية التي سيتم زيارتها مع الجميع قبل المغادرة. لقد حاول البعض الحصول على ذلك أثناء الحجز ولكن تم الإكتفاء بإعطائه أسماء المدن فقط وأخبر بأن البرنامج المفصل سيوزع عند الوصول إلى جورجيا. والبعض الآخر قد حصل على جدول لكنه غير متطابق مع الواقع من ناحية الأوقات والأماكن. البرنامج السياحي يقتصر فقط على الجولة في كل مدينة معينة والأماكن السياحية القريبة التي قد لاتستحق أحيانا تضييع الوقت فيها وأحيانا لايتجاوز البرنامج 3 ساعات في يوم طويل تغرب شمسه عند الساعة 8: 30 تقريباً.. ومن الأمور التي تحتاج للوضوح نظرا لتفاجئ الكثير منها هو اليوم الإختاري المتروك بدون برنامج وعند الوصول إلى المدينة يقدم للسواح خيارين للإختيار منهما كل حسب رغبته ولكن ذلك على حساب السائح الذي قد يدفع ضعف التكلفة. من الملاحظ أنه يوجد جشع واستغلال للسائح في هذا الجانب مما يكون له الأثر الأكبر خصوصا على من لديه عائلة كبيرة. من بعد تجربتنا في مدينة تبليسي تنبهنا في مدينة باتومي ولم يسجل أي شخص من مجموعتنا مع المكتب السياحي وصار الإتفاق مع سيارات خاصة نظيفة ومكيفة للذهاب للأماكن السياحية في اليوم الإختياري بتكلفة تصل إلى 8 دولار أمريكي للشخص بدلا من 30 دولار.
هذا عن السفر مع المجموعة ولكن واجهنا الكثير في المطار ممن حجزوا فقط الطيران ولم يلتحقوا بالمجموعة وتولوا حجز الفنادق عبر موقع بوكنج أو غيره وتدبير أمورهم في السياحة الداخلية بأسعار مناسبة.
أما عن جورجيا فهي تقع فى قلب جبال القوقاز، وهى دولة سيادية من أوراسيا، تقع على حدود أوروبا وآسيا، يحدها من الشمال روسيا ومن الجنوب تركيا وأذربيجان. تصل درجة الحرارة فيها في فصل الصيف إلى 30 درجة مئوية، وهي بلد فقير يبلغ عدد سكانها تقريبا 4,5 مليون نصفهم يقطنون في العاصمة تبليسي. لقد ازداد عدد السواح لها في هذه السنوات بسبب قربها وسهولة الوصول إليها بدون تأشيرة سفر «فيزا» وبسبب الأوضاع الأمنية في الدول الأخرى.