آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

مدمنات حائرات.. بين الا ستمرار ووصمة العار

في عام 2012 م شدت وفاة الممثلة الامريكية المشهورة ويتني هيوستن بجرعة زائده من المخدرات انتباه العالم إلى ادمان النساء في العالم، فبالرغم من كونها مدمنة مخدرات إلا أن ذلك لا يمنع أنها كانت زوجة وأم وفنانة ناجحة ومشهورة عملت بجد لتصل الى القمة، الا ان المخدرات قضت عليها وعلى مستقبلها المهني ولقت حتفها وحيدة بقصرها في لوس انجلوس.

بالنسبة لي شخصيا كثيرا ماكنت في الماضي أتساءل.. لماذا أشخاص كهذه الفنانة وغيرها من الأثرياء والمشاهير وأبناء العوائل التي تُعد من أفضل العوائل في المجتمع يتخلون عن كل مالديهم من سمعه حسنه او جاه ويتجهون إلى الإدمان؟؟

الجواب ببساطة.. الموضوع أعقد بكثير من موضوع الحلال والحرام او الوازع الديني او الأخلاقي بل هو مجموعة أسباب وراثية وبيولوجية ونفسية واجتماعية وخبرات سابقة كونت شخصية المدمن وأوصلته للذي هو فيه.

حتى عام 1990 في امريكا كانت الدراسات المتعلقة بالإدمان كلها مختصة بدراسة الادمان لدى الرجال إلى أن تم التنبه أن هناك بعض الاختلافات والفروقات في الادمان بين النساء والرجال، أورد بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر حيث اثبتت الدراسات أن الرجال اكثر عرضة للإدمان من النساء بنسبة الضعف تقريبا، إلا أن النساء يتطورن من الاستخدام البسيط إلى الادمان بشكل أسرع من الرجال، وكذلك صحيا بيّنت الدراسات أن تاثر الكبد وضمور الدماغ لدى المرأة الناتج عن ادمان الكحول بفوق تأثر الرجل، اما بالنسبه للتأثير الاجتماعي فتتحطم حياة المرأة ويتخلى عنها زوجها او أهلها بشكلٍ لا يُقارن بما لو كان المدمن رجلا، كما أن النساء يتميزن بكثرة الانتكاسات مقارنةً بالرجال، وقد يرجع ذلك إلى أن حياة المرأة وظروفها الاجتماعية المعقدة مقارنةً بالرجل، وهذا مايجب أخذه بعين الاعتبار أثناء علاجهن من الادمان، كما أن المرأة عادةً لاتطلب العلاج وحصولها على المساعده أقل من الرجل حتى إنها قد تمنع أحيانا من طلب العلاج خوفًا من الفضيحة وانتشار الأمر في المجتمع لكنها إذا التحقت بمصحات التعافي فإن نسبة تعافيها لاتختلف عن الرجل.

لو تحدثنا عن التدخين لدى النساء في السعودية فبعد أن كان التدخين غير مقبولا ولامحبذًا به في المجتمع السعودي المحافظ نراه قد انتشر في السنوات الأخيرة وبشكلٍ كبير حيث راج في السنوات الأخيرة تدخين الشيشة بين النساء بحيث اصبح لايخلو بيت منها وتحولت إلى عادةٍ اجتماعية يتجمع حولها الأهل والاصدقاء لدرجة أنه من ليس لديه شيشة قد ينفض من حوله أهله وأصحابه.

ويُعد التدخين من أهم الأسباب التي تودي الى العديد من الأمراض والتي قد تكون المرأة معرضةً لمخاطره اكثر من الرجل، حيث اثبتت الدراسات إنهن معرضات للاصابة بسرطان الرئة اكثر من الرجال كما أن معدل الاصابة بالأزمات القلبية نتيجة التدخين هي ضعف الذكور تقريبا، كما أوضحت الدراسات أن الرجل في حال فكّر في الإقلاع عن التدخين اقدر من المرأة على ترك التدخين إلا ان السبب غير معروف تماما قد يكون السبب إن المرأة تتأثر بعدم قدرتها على قطع التدخين بما حولها من عوامل محيطة بينما الرجل غالبًا ما يتحكم به هو التأثير البيولوجي لمادة النيكوتين في الدماغ

والتدخين عادة سيئة جدًا وخطيرة لايجب اهمالها لمجرد انها مقبوله اجتماعيا، حيث ان استشاره طبيب نفسي واستخدام بعض الأدوية قد تساعد الرجال والنساء على حد سواء في الإقلاع عن التدخين.

وهناك الكثير من الصعوبات التي أراها تواجه المرأة في الحصول على العلاج من الادمان منها:

1/ نظرة العيب ووصمة العار التي تلتصق بالمرأة المدمنة اكثر من الرجل المدمن.

2/ انكار وجود المشكلة.

3 / الخوف من الفضيحة.

4/ الخجل والشعور بالذنب العار.

5/رعايه الأطفال.

6/ الفقر والجهل بأهمية العلاج.

7/ الخوف من أن يوثّق الادمان بملف طبي يترتب عليه خسائر في حال لو علم أحد بذلك.

8/ شعور المدمنة او شعور العائلة أنها ليست سوى مدمنة جلبت العار لاتساوي شيئا ولا تستحق المساعدة.

لو تحدثنا عن ادمان المرأة في السعودية لوجدناه مثله مثل الادمان في اي مكان في العالم آفة ومرض قد يصيب النساء من جميع طبقات المجتمع الغنية والفقيرة والجاهلة والمتعلمة.. على حدا سواء، كما قد تصاب به النساء من مختلف الأعمار مابين بنت صغيرة مراهقة الى أم بالغة بل وحتى الجدات الكبيرات في السن قد يقعن في الادمان الذي غالبا مايكون ناتجا عن اظطرابات التوم او بسبب الأمراض التي تسبب لهن آلام جسدية مزمنة،، وكما يعتقد البعض ان كون المجتمع محافظ ولديه عادات وتقاليد ولديه خوف من كلام الناس قد حد من الادمان لدى النساء في المحتمع السعودي، كذلك اعتقد ان ذلك أيضا حد من الإفصاح عن المشكلة ومن طلب العلاج خوفا على سمعة المدمنة وعلى سمعة أهلها.

إن ظاهرت ادمان النساء في السعودية قد تزايدت خلال السنوات الأخيرة مقارنة بالسابق لكن الأرقام والاحصائيات لعدد المدمنات في المملكة محدودة والدراسات قليلة، بالتالي المقارنة بينها وبين ادمان النساء في باقي الدول غير دقيقه أبدًا، والمرأة في السعوديه او في اي مكان في العالم هي انسان مثلها مثل الرجل معرضه للإصابه بهذا المرض، واصابه المرأة السعودية بهذا المرض لا تتعارض مع خصوصية المجتمع او تديّنه بأي حالٍ من الأحوال أبدًا.

كلمتي الاخيرة.. هي دعوة للمجتمع للتكاتف والتعاون من أجل حل هذه المشكلة والقضاء عليها ومحاربة التمييز بين المرأة والرجل في طلب العلاج وطلب المساعدة، وكذلك دعائي لهن ولكل مريض بالشفاء والعافية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابراهيم مالك
[ الاحساء ]: 20 / 7 / 2017م - 8:44 م
مالك مع نساء السعودية عامة ونساء الشرقية خاصة
لقد اسقطتي من قيمة نسائنا
انتبهي لما تقولين.....
طبيبة نفسية متخصصة في علاج الادمان