آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

بأي ذنبٍ قُتلت.. الشهيد الهاني.. من قتلك ولماذا؟

صباح عباس

إن الحدث المُفجع بإستهداف مركبة الأخ المؤمن والإجتماعي النشط والقيادي المربي الشهيد أمين الهاني رئيس المركز القرآني المشترك في الدمام والقطيف بالرصاص الحارق الذي أدى إلى إنفجار سيارته وتفحُم جسده الطاهر بداخلها خبر كارثي زلزل أرض القطيف ومن عليها، لقد خيمت سحابة الحزن والألم في كل قُراها وأحياءها.

إن الخطب جلل، والفاجعة عظيمة، والمصيبة مُّرة وقاتلة. إذ لم يبقى بيتٌ من بيوت المنطقة إلا ودخله شيءٌ من الأسى والألم، وبدء الحزن ظاهراً على صفحات الوجوه، وأصوات الزفرات والحسرات تتعالى بأنين وشجن من الرجال والنساء والصغار والكبار لفقد هذه الشخصية الإيمانية التي بذلت كل ما لديها، وقدمت كل طاقاتها وإمكاناتها بدون تردد، وأستمرت في عطاءاتها لنشر الخير والقيم النبيلة والفضائل في كل مكان، وأعطت كل ما لديها لخدمة مجتمعها دون كللٍ أو ملل. لاسيما النشاط المميز والخاص، الذي بذل له الشهيد كل وقته وكل إهتماماته وكل جهده كرئيس للمركز القرآني المشترك لربط كل شرائح المجتمع بكتاب الله العزيز، لاسيما الطبقة الشبابية، ونشر الثقافة القرآنية في ساحة المجتمع.

لقد عمل بكل إخلاص وتفاني في إدارته للمشروع القرآني بالتخطيط الإستراتيجي والتطوير الإبداعي والرؤية المستقبلية لمجمل مراكز القرآن على مستوى المنطقة.

هذه الشخصية العملاقة التي يُعول عليها الكثير في حاضر المجتمع ومستقبله، وهذا النموذج الإستثنائي في عطاءاته وخدماته وإبداعاته، لا يمكن التصديق بأن يُقتل بدم بارد ويُغتال بأبشع صورة لتغتصب روحه إغتصابا في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك وهو في ضيافة الله تعالى وفي ساعات السحر بعد أن أنهى وأختتم برنامجه القرآني.

إن هذا العمل العدائي الشنيع للشهيد الأمين لم يكن الجريمة الأولى التي تطال أحد أبناء هذه المنطقة بل سبقتها جرائم وتعديات أخرى. وهذا يتطلب الجهد المتواصل والعمل الدؤوب من المخلٓصين والمهتمين والمعنيين للوقوف على هذه الجريمة ومعرفة تفاصيلها ومطالبة المسؤولين بتوضيح الحقائق، ورفع الغموض، وتبيان الوقائع والملابسات، ومعرفة من يقف وراء هذه الجريمة النكراء ولماذا؟؟ ومحاسبة المعتدين الجناة الذين سولت لهم أنفسهم حرق القرآن وحامله في ليالِ القرآن وشهر القرآن.

إن مهمة الشرفاء في مجتمعنا ليس التفرج أو الصمت لما حدث ويحدث من استخدام العابثين للسلاح بدون وجه حق، وازهاق الارواح البريئة بلا جرم أو جريرة!!

بل مهمتهم الحقيقية.. متابعة الحقائق وعدم التهاون في محاسبة المعتدي ليأخذ جزاءه وينال عقابه في عدم سقوط ضحايا جديدة وتكرار مسلسل الألم والفجيعة مرة أخرى.

السلام عليك يا أبا أحمد

يوم ولدت

ويوم استشهدت

ويوم تبعث حيا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
علي الوباري
[ الا حساء ]: 30 / 6 / 2017م - 9:17 م
رحمك الله يا ابااحمد
2
هاشم القواعين
[ صفوى ]: 1 / 7 / 2017م - 5:32 ص
رحمك يا أبا أحمد لقد خسرناك أخا عزيزا بكل ما تعنيه الأخوة نعم لقد فجعنا بخبر استشهاد في شهر الصيام ورحم الله من قرأ سورة الفاتحة