آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:39 ص

عيدية إسرائيل

محمد أحمد التاروتي *

قدمت إسرائيل تهنئة، بمناسبة عيد الفطر المبارك، لاهالي غزة المحاصرة، بيد انها فضلت ان تكون على طريقتها الإرهابية، فقد عمدت على أمطار الرؤوس، بوابل من القنابل في ساعات الفجر، مما ساهم في تعكير فرحة الشعب الفلسطيني، بحلول الفطر السعيد.

إسرائيل بجريمتها الأخيرة، تضيف صفحة جديدة الى سجلها المصبوغ، بأنهر من الدماء، فالجرائم الإرهابية التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي يصعب حصرها، خصوصا وانه يمارس بشكل يومي في مختلف الأراضي المحتلة، فذاكرة التاريخ تحتفظ بختلف أنواع الفظائع، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، منذ احتلال فلسطين عام 1948.

لا تحتاج تل ابيب لمبررات لممارسة إرهابها، المستمر على الشعب الفلسطيني، منذ سبعة عقود، فهي تختلق الذرائع في سبيل إطلاق العنان، لسلاحها الحربي وجيشها المحتل، لارتكاب المزيد من المجازر، فالعالم يدرك المبررات الواهية، التي تتوارى خلفها كافة الحكومات الإسرائيلية، في مواصلة مسلسل القتل والتشريد، بحق الشعب الفلسطيني، خصوصا وانها - تل ابيب - تدرك غياب الضمير العالم، وصمت المجتمع الدولي، مما يحفزها على ارتكاب مختلف أنواع الممارسات الإرهابية، دون وجل او خوف، من ردود أفعال عالمية، او التعرض لضغوط سياسية، تمنعها من الأقدام، على هكذا اعمال إجرامية.

إدارة البيت الأبيض بقيادة الرئيس ترمب، تمثل رأس حربة في جميع المغامرات العسكرية، والسياسية، التي تمارسها تل ابيب تجاه الشعب الفلسطيني، فالادارة الحالية تقف بشكل كامل مع سياسة نتنياهو في التنكيل بالفلسطينيين، مما يدفع تل ابيب لاستخدام الماكنة الحربية، في المناطق الفلسطينية المحتلة، نظرا لوجود غطاء سياسي قوي في المحافل الدولية.

الوضع العربي المأساوي، منذ اندلاع العربي العربي، وغياب سلطة الدولة في بعض البلدان العربية، وتقهقر النفوذ السياسي لدى بعض البلدان، واستمرار الاختلافات بين العواصم العربية،، فرصة ذهبية لدى تل ابيب في القضاء، على ما تبقى من اهتمامات لدى بعض الحكومات العربية، بالقضية الفلسطينية، خصوصا وان الأوضاع السياسية والاقتصادية، في بعض البلدان العربية، تحول دون توجيه بوليصة الاهتمام، للقضية الفلسطينية.

محاولة كسر إرادة المقاومة، وإنهاء الاحتلال الجاثم، على الأرض الفلسطينية تمثل احد ابرز أهداف الحروب المتكررة، على الشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، تتحرك وفق اجندة مرسومة سلفا، تتركز على قتل روح المقاومة لدى جميع شرائح الشعب الفلسطيني، بيد ان تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، سواء في الأجيال السابقة او اللاحقة، اذ يمكن تلمس الرفض الكامل للاحتلال بكافة اشكاله، في العمليات ضد الإسرائيليين من خلال الطعن او الدهس.

تعثر المفاوضات الماراثونية، لاحلال السلام، واعلان الدولة الفلسطينية، منذ أوسلو وحتى الان على مدى ثلاثة عقود، أوجد قناعة بعبثية السير في مسار المفاوضات، التي لم تقدم نتائج ملموسة على الأرض، باستثناء التوسع في الاستيطان في القدس المحتلة، والضفة الغربية، حيث كشفت المفاوضات العقيمة، مماطلة الاحتلال في الوفاء بالالتزامات، والتهرب من تنفيذ الكثير، من القرارات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.

كاتب صحفي