آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:42 ص

عيد سعيد

محمد أحمد التاروتي *

يحل عيد الفطر المبارك على العالم العربي، وسط امال عريضة باختفاء الكثير من الأزمات، التي تعصف بالعديد من المجتمعات العربية، بعضها مضى على بروزها للسطح منذ سبعة عقود، والبعض الاخر عمرها سبع سنوات.

المواطن العربي يتطلع منذ سبعة عقود، لعودة الحق لاصحابه في فلسطين، فالاحتلال الجاثم على صدر الشعب الفلسطيني منذ 1948، ساهم في ادخال الكثير من المآسي والآلام، للطفل الفلسطيني قبل الرجل والمرأة، جراء الممارسات الإرهابية، التي ارتكبها إبان الانتداب البريطاني، واستمر في التنكيل بالشعب الفلسطيني، حتى الوقت الراهن، بحيث باتت القضية الفلسطينية، جرحا نازفا، الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية في الوقت نفسه، اذ يشكل تحرير الأرض المغتصبة، حلما يراود كل عربي، خصوصا وان استمرار الاحتلال الإسرائيلي، يمثل تكريسا لمعاناة للشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية، او قطاع غزة او في الشتات.

يحتفل العرب في كافة الدول العربية، بحلول عيد الفطر المبارك، وسط برك من الدماء، تصبغ الكثير من الشوارع بالعديد من الدول العربية، فالفوضى الخلاقة التي تعيشها بعض البلدان العربية، نتيجة الربيع العربي منذ عام 2011، فقد ساهمت الفوضى الخلاقة في اخراج المارد الإرهابي من قمقمه، بحيث اضحى قادرًا على التحرك بحرية، مما يمكنه من توجيه الضربات الموجعة للابرياء، الامر الذي يفسر سلسلة التفجيرات، التي تضرب الشوارع العربية، والمساجد، والأماكن الترفيهية، وغيرها من المواقع المختلفة.

يطل عيد الفطر المبارك على البلدان العربية، وسط تنامي دور المنظمات الإرهابية بشريا واقتصاديا، من خلال اقتطاعها جزء من البلدان العربية، بحيث باتت صاحبة اليد الطولى، في السيطرة على رقاب البشر في الأماكن، فالجماعات الإرهابية باختلاف شعاراتها وأسمائها، تستخدم الدين كعلامة تجارية، ترويج بضاعتها الفاسدة، فهي تعتمد على الشعارات الدينية، في استقطاب المزيد من القنابل البشرية، لترويع الاخرين، ونشر الرعب في القلوب.

المرء العربي، لا يجد بصيص أمل بحلول الامن، والاستقرار، في المنطقة العربية، فالأحداث المتلاحقة لا توحي بمساعي، او جهود صادقة، لنشر راية السلام في ربوع الوطن العربي، خصوصا في ظل اختلاف المصالح السياسية، بين كبار اللاعبين على الساحة الدولية، وبالتالي فان الحديث عن تحركات جادة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من فلسطين، وتجفيف منابع الإرهاب في العديد من الدول العربية، والرغبة الصادقة في محاربة الجماعات الإرهابية، ذلك الحديث يمثل ضربا من الخيال، فالمؤشرات على تتحدث عن تراخي، وعدم الرغبة في اخماد النيران، التي تلتهم بعض الشعوب العربية.

الأحلام التي تراود الصغير قبل الكبير، بانتهاء الأزمات السياسية، والاقتصادية، في العالم العربي، ليست جديدة فهي تتكرر على الالسن، منذ عقود عديدة، بيد ان المرء لا يملك سوى التشبث، بالامل بمستقبل اكثر اشراقا، عبر اخماد الحرائق السياسية، والاقتصادية، المشتعلة في اكثر من منطقة، في العالم العربي منذ سنوات.

كل عام وأنتم بخير، وعساكم من عواده، وصيام مقبول، وتقبل الله الاعمال.

كاتب صحفي