تجليات رمضانية - 17
الإنجاز الروحي لا يقل أهمية عن الإنجاز المادي، بل يفوقه أهمية على جميع الأصعدة.
يقول جيمس آلان: ”ما الإنجازات الروحية إلا تحقق للتطلعات الروحية، فمن يعيش باستمرار وفقاً لتصورات الأفكار النبيلة السامية، ومن ينشغل بكل ما هو نقي وغير أناني، سيصبح يقيناً - كاليقين بوصول الشمس إلى أوجها والقمر إلى اكتماله - صاحب شخصية حكيمة ونبيلة، وسيرتقي إلى موقع التأثير والسعادة الخالدة“ «الإنسان كما يفكر يكون، جيمس آلان: ص 46».
فإذا استخدمنا ما لدينا من إمكانات مادية بعيداً عن الأخلاق والقيم المعنوية، فإنَّ إنجازاتنا ستكون فارغة، وسينتفع بها عدد محدود من الناس.. وهذا ما يجب علينا أن نستوعبه في هذا الشهر المبارك، وفي الليالي الأخيرة الباقية منه.
أهم المعاني القلبية: النية والإخلاص - حب الله والأنس به - الرضا والشكر والصبر. وأكبر نقطة ضعف في وعي الإنسان إهماله لشؤون القلب والروح. فالسعادة القصوى، بعد صيام شهر رمضان، تنبع من إحساسه بمباهج التقرب إلى الله والانتصار على الأهواء والمغريات والشهوات..
يقول الإمام علي : ”إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ: لِمَنْ قَبِلَ اللهُ صِيَامَهُ وَشَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ“.