آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:07 ص

قتلني ابن اليهودية

محمد أحمد التاروتي *

اطلق سيد الموحدين، الامام علي بن ابي طالب ، وهو في محراب العبادة عبارة، ”قتلني ابن اليهودية“، بمجرد اقدام أشقى الاخرين، ”ابن ملجم“، على جريمته العظيمة، باغتيال امير المؤمنين، وهو قائم يصلي، تلك العبارة ذات الحروف القليلة، ما تزال أصداؤها، تتردد على الألسنة، منذ القرن الأول «40 هجرية»، وستبقى خالدة حتى قيام الدين.

تحمل كلمات امام المتقين ، مضامين تتجاوز الظاهر من الكلام، خصوصا وان والدة ابن ملجم من الرضاعة يهودية، وهي التي أشرفت على تربيته من الطفولة، مما يجعله أداة طيعة، في تنفيذ المشروع اليهودي التخريبي، في المجتمع الإسلامي، نظرا لتشربه فلسفة الحقد والاجرام، منذ نعمومة إضافره، جراء وجوده في كنف ثقافة تخريبية، تحمل مختلف أشكال الضغينة للإسلام، والرسالة المحمدية، وكذلك الكره للأمام علي ، الذي اعمل سيفه في رقاب اليهود، في كافة الغزوات، التي خاضها رسول الإنسانية، ضد اليهود سواء في المدينة او خَيبر، مما ساهم كسر شوكة اليهود، والقضاء على البيئة التخريبية، التي تحتضن هذه المجموعة، ساهمت في حياكة المؤمرات ضد الإسلام، طيلة أيام الدعوة المحمدية الخالدية.

لعبت الأحقاد اليهودية، دورا كبيرا في إشعال الفتنة، ومحاولة إمداد تلك النار بالحطب، لإدامتها وافشال جميع الجهود الساعية، لإخماد تلك الفتنة، فالأصابع اليهودية في تشجيع الخوراج على اشهار السلاح، في وجه الامام علي ليست خافية، خصوصا ان تلاقي المصالح السياسية، والتخريبية، مما دفع بعض الشخصيات اليهودية، للعمل في الخفاء، لمواصلة الاحتراب الداخلي، في جسم الأمة الإسلامية.

المعارك التخريبية، التي تحركها الأصابع اليهودية، سواء بالعلن، او الخفاء، ضد المشاريع الإصلاحية، الشاملة كثيرة وعديدة، فالتاريخ يتحدث بصورة واضحة، عن الجرائم الكثيرة، التي ارتكبتها بعض الزعامات اليهودية، لمقاومة المشاريع الهادفة، لاصلاح اعوجاج المجتمع، اذ عمدت الزعامة اليهودية، لمقاومة دعوة نبي الله عيسى بن مريم ، والتشكيك في نبوته، واغراء السلطة السياسة للوقوف امام تحركاته، ونشاطاته الهادفة لنشر دعوته، وكذلك الامر بالنسبة للكثير من الأنبياء، فالسيف التي تحمله أيدي اليهود، على مر التاريخ، تقطر بدماء حملة الرسالات السماوية، وقادة المشاريع الإصلاحية الشاملة.

الامام على ، اطلق منذ تسنم مسند الخلافة الإسلامية، ثورة شاملة ضد المسار المعوج، الذي سلكته الأمة، الامر الذي يهدد مصالح الكثير من الأطراف، مما دفع تلك الأطراف لعقد تحالفات في الخفاء لوقف مشروع الامام علي الإصلاحي الشامل، خصوصا وان صلابة مواقف امام المتقين، ليست خافية على الجميع، ”لا تأخذه في الله لومة لائم“، وبالتالي فان الاغتيال والتصفية الجسدية، تمثل الطريقة المثالية، بواسطة عناصر جاهلة ”لا تعرف من الإسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه“، فالإقدام على جريمة بهذا الحجم، يتطلب تحالفات تتجاوز الخوراج، بمعنى اخر، فان تلاقي المصالح في بعض الأطراف في الكيان الإسلامي، والمصالح الدولية ”الروم“ واليهود، لاستمرار المشروع التخريبي، شكل عنصرا هاما في ارتكاب جريمة الاغتيال، التي تتجاوز الأهداف السياسية الانية، لتشمل الأغراض المتعددة، ومنها الوقوف امام المشروع الإصلاحي الجذري، الذي حمله امير المؤمنين ، لإعادة الأمور للمسار الصحيح مجددا.

كاتب صحفي