آخر تحديث: 20 / 9 / 2024م - 9:12 ص

الشيخ المصطفى: جهال المشهد الثقافي ينشرون الخرافات والمعتقدات الخاطئة

تصوير: حسين محمد - الربيعية

أكد الشيخ حسين المصطفى ان أهم العوامل التي تسبب انتشار الخرافات والمعتقدات الخاطئة في المجتمع هي: الجهل والأمية، والتربية الدينية الخاطئة السائدة في المجتمع، والإيحاء النفسي، والدور السلبي لوسائل الإعلام، وتبرير السلوك والدفاع عن النفس، وترأس الجهَّال للمشهد الثقافية.

واعتبر ان الانحراف الفكري أُسَّ البلايا والشرور؛ والينبوع المفجِّر لكل المفاسد على مرِّ التأريخ، لافتا الى الانحراف الفكري تنطلق الأفكار الهدامة والتصورات الفاسدة والخرافات المتتالية التي تحرك الناس نحو التدمير والتخريب.

الشيخ حسين المصطفىجاء ذلك خلال محاضرة قدمها في البرنامج الثقافي ”بينات من الهدى“ ببلدة الربيعية في جزيرة تاروت بعنوان ”السطحية الفكرية وانتشار الفرق المنحرفة“ والتي تطرق فيها إلى مجالات الاعتقادات والخرافات وأسباب انتشار الانحراف الفكري.

وأشار الى ان الله سبحانه وتعالى أولى في كتابه الكريم العناية القصوى بالفكر والتصور الذي يعبِّر عن عقيدة الإنسان، حيث ركزت الآيات القرآنية، ثم التربية النبوية على تصحيح التصورات والأفكار حول القضايا الكبرى.

وبين ان من بين القضايا الكبرى الخالق، والمبدأ، والمنتهى، والرسالة والأهداف، ثم تنظيم العلاقة بين الإنسان وربه، وبينه وبين سائر المخلوقات.. وحذَّر من الكذب والتحريف.

وقال ان صلاح الفكر والتصور بمثابة صلاح التوجه، وتحرك العمل نحو الهدف المنشود، بينما اذا فسد الفكر والتصور فسدت العقيدة، وأصبح القلب مريضاً، والروح شريرة، والنفس أمارة بالسوء.

وأكد ان التفكير من العمليات العقلية العليا التي تتدخل في كثير من العمليات الأخرى، مبينا ان التفكير يتخذ كثيراً من الأنماط، حيث تتضمن هذه العملية الحكم والتجريد والإدراك والاستدلال والخيال والتذكر والتنبؤ.

الشيخ حسين المصطفىوأشار الى عملية حل المشكلات التي تعتمد على الأفكار أكثر من اعتمادها على الإدراك وعلى المعالجات الظاهرية.

وذكر ان التفكير ينقسم الى ثلاث أنواع وهي: سطحي، عميق، ومستنير، فالتفكير السطحي: هو التفكير في قضايا كبيرة ومعقدة بأساليب وأدوات بسيطة، بينما التفكير العميق: وهو الإحاطة بالواقع، من جميع أركان عملية التفكير، والثالث التفكير المستنير وهو: يمتاز التفكير المستنير عن التفكير العميق بأن يتم ربط الواقع بوقائع أخرى متعلقة به.

وأشار الى ان التفكير الخرافي يختلف عن التفكير العلمي أو المنطقي، لأنه لا يقوم على أساس إدراك علاقة العليِّة أو السببية العلمية، وإن كان يقوم على أساس عليِّة أخرى غير العليِّة العلمية.

وأضاف، ان التفكير الخرافي يرجع الظواهر الطبيعية إلى أسباب غير طبيعية، بخلاف التفكير العلمي الذي يقوم على تتبع الأحداث في الزمان والمكان، وتنظيم الملاحظة، وتسجيل كافة العلاقات التي تحيط بالظاهرة موضوع البحث.

وأوضح ان مجالات الاعتقادات والخرافة متعددة منها: التفكير الخرافي يأخذ طابعاً محدداً حسب الموقف الذي صدر عنه أو الظاهرة التي يفسرها وهو بذلك يتوقف عند طبيعة حياة الإنسان ومواقفها وأحوالها.

وأشار الى تصنيف الخرافة والاعتقاد الخاطئ إلى ستة مجالات تتضمن أهم جوانب حياة الفرد وبصفة عامة في المجتمع المحلي وبصفة خاصة.

وعدد تلك المجالات الى ست مجالات وهي: الخرافات والاعتقادات المرتبطة ب «الحياة الاجتماعية»، الخرافات والاعتقادات الخاطئة المرتبطة ب «الغيبيات»، الخرافات والاعتقادات المرتبطة ب «الصحة والمرض»، الخرافات والاعتقادات المرتبطة ب «التفاؤل والتشاؤم»، الخرافات والمعتقدات المرتبطة ب «الخطبة والزواج»، الخرافات والمعتقدات المرتبطة ب «الحمل والولادة».

واكد ان أهم العوامل التي تسبب انتشار الخرافات والمعتقدات الخاطئة هي: الجهل والأمية، والتربية الدينية الخاطئة السائدة في المجتمع، والإيحاء النفسي، والدور السلبي لوسائل الإعلام، وتبرير السلوك والدفاع عن النفس، وترأس الجهَّال للمشهد الثقافية.

وقال يدخل في هذا الباب ما يأتي: الأخذ بشكل النص وظاهره دون مقاصده وعلله ومناطه وبالتالي عدم التفقه في النصوص الشرعية، مع أنَّ رعاية المناط والنتائج معتبرة في هذه الشريعة، بالإضافة الى ضعف المعرفة بالتاريخ وعدم الفقه بسنن النصر والهزيمة.

وأشار الى الجهل بسنن الكون والحياة والأمة، وسنة التدرج وغيرها من السنن، وكذلك اتباع المتشابهات وترك المحكمات والتباس المفاهيم، والاشتغال بالمعارك الجانبية عن القضايا الكبرى.

ولفت الى المبالغة في التوسع في دائرة البراء، والتضييق في دائرة الولاء، وايضاً تبني فكرة التكفير أو التضليل للمخالفين من الفرق الإسلامية الذين لهم تأويل سائغ - حتى ولو لم يكن راجحاً في نظر الآخرين، والاعتماد على بعض الآيات أو الأحاديث، وترك ما سواها، مع أنَّ المنهج الصالح هو جمع الأدلة كلها ثم استخراج الحكم منها، واخير الفقر والبطالة.