آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

مبادرة أكرموهم واشكروهم في حياتهم

عبد الواحد العلوان

أتمنى من الدولة قيادة وشعب أن يتبنوا هذه المبادرة ويبدأوا بالعمل عليها، لما فيها الأثر الإيجابي في خلق أفراد وكفاءات مميزة، وأن تكن هناك هيئة تعليمية أو حكومية ترعى هذه المبادرة على مستوى كافة قطاعات الدولة بالمملكة العربية السعودية...

هناك أشخاص وشخصيات مميزة، وطنية، ولها الأثر والحس الوطني، والخدمي والاجتماعي، لان عرفها، ولا نعلم ماهي أسمائهم، إلا بعد موتهم، وفقدانهم، وبعد موارتهم التراب، تذاع وتنشر الأخبار والمقالات وتضج صورهم كل برامج التواصل الاجتماعي، بأعمالهم وأنشطتهم، وأن فقدانهم خسارة وطنية واجتماعية....!

هل هي هكذا عادات المجتمع السعودي فقط.؟

يكرم المتميزون بعد موتهم

يثني على المجتهدين بعد موتهم.؟

يمدح الأشخاص والشخصيات النشطة بعد موتهم

لماذا بعد موتهم نتذكرهم.؟

لماذا لا نتذكر خصالهم الحميدة إلا بعد أن نواريهم التراب.؟

لماذا لم نفتقدهم في حياتهم، ونتواصل معهم، ونثني عليهم؟

لماذا نخجل أن نقول أنهم متميزون، مجتهدون، نشيطون، فاقوا أقرانهم من البشر؟

لماذا لا نعلم عنهم إلا بعد الوفاة؟

لماذا نقدم الدروع والهدايا والجوائز، بعد موتهم فقط؟

لماذا المجتمع، والوطن بأكمله، لا يعلم عن أبنائه البررة، وعن هؤلاء الذين قدموا أرواحهم، وعقولهم، وأفكارهم، وعلومهم، في تنمية الوطن، ودوائره الحكومية والخاصة، إلا بعد أن نقرأ خبر وفاتهم، ودفنهم؟

أهذا يعقل يا مجتمع، يا مثقفين، يا بررة، يا وطن...!

أهذا يعقل أن نرى رموز وطنية، واجتماعية، بارزة...!

ووجوه لها من السمعة الحسنة، في خدمة الوطن، والوظيفة، والمجتمع، والأنسان، ولا نعرفها،

ولانشكرها، إلا إذا تقبلنا التعازي على أرواحهم...

لماذا لانبدأ بحصر تلك الشخصيات الوطنية، وعلى نطاق واسع، ونبحث عن المميزين، ونكرمهم في حياتهم... ?

لماذا لانبادر ونعلنها مبادرة وطنية، وأجتماعية، يشترك فيها القطاع الحكومي، والخاص والأجتماعي، بحصر كافة الأشخاص والأسماء والشخصيات، التي لها تأثير مباشر، على سير الحياة، والوظيفة، والتطور والتقدم، في كل مناحي وأنشطة الوطن السعودي...

نقدمهم كأنموذج يحتذى به، ونكرمه تكريم وطني وأجتماعي، ونفخر به، ونضع له الدروع، والجوائز، ونقدم له كل أنواع الشكر والعرفان في حياته، ونبرز أبناءه وعائلته، ونعلن بأن هذه الشخصية فاقت أقرانها، وقدمت للوطن والمجتمع بجهود مميزة وبمساعي حثيثة، ونقلت المجتمعات نقلات نوعية، وساهمت في الدوائر الوظيفية، وتقدمها وتطورها...

أيعقل أن نفهم ونعي بأن هذه الشخصية ”بارزة“ ومميزة، فقط حينما نقف على قبر صاحب هذه الشخصية، ونقرأ له ماتيسر من القرآن الكريم، ونمدح ونثني ونشكر، بعد وفاته وبعدما فقدناه...

ماقيمة تلك الدروع والجوائز، والهدايا والشكر والعرفان والثناء، ونحن نُكرم ونشكر ”شخص متوفي“ ومفقود، وليس له الأثر بيننا نتحسس وجوده ونستشعر فقط صورته الراحلة وذكرياته الماضية...

إذا كنا نود أن نحافظ على الشخصيات المتميزة، وأنجازاتهم، في حياتنا ومجتمعاتنا، فيتوجب علينا أن نبادر مبادرة وطنية وأجتماعية ونقوم بالبحث عن المميزين وأصحاب الكفاءات والمجتهدين والنشطين، والشخصيات التي لها أثر بالغ وكبير وعظيم وقدمت الكثير سواء وظيفيا، أو أجتماعيا، أو ساهمت بفكرة، أو مقالة، أو مبتكر...

دعونا نبدأ من هذا اليوم ومن هذه الليلة تحديدا، أن نبحث عن شخصيات الوطن، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، عن الشخصيات التي لها أثر مميز كل منهم في مدينته، ومنطقته، ومجتمعه، ونبرزه ونتعرف على أسمائهم، وشخصياتهم، وأعمالهم، وأنشطتهم، ومجهوداتهم التي سعو فيها طيلة سنوات عملهم وحياتهم. 

دعونا نقدم ونشكر هذه الشخصيات في حياتهم، وندعمهم أعلامياً ونبرزهم في حياتهم، وندعم كل مايساهم في تعزيز الدور الوطني والأجتماعي، بشكر ومدح وثناء وتميز، الشخصيات المميزة، ليكونوا قدوة ونبراس للأجيال القادمة، ونحرص على أن تكون هذه المبادرة مستمرة إلى نخلد في قبورنا، ولا تنقطع، لأن فيها الدافع القوي والأثر المعنوي، لدفع الكثير للتميز وتقديم الجهد الأكثر والأعظم، في مجالاتهم، وحث الكثير من الأجيال القادمة على البقاء ضمن تراب الوطن، وعدم الهروب خارج الوطن للبحث عن المكافئة والتميز، والتقدير المعنوي والمالي والأجتماعي. 

أتمنى من الجميع المشاركة بوجهة نظره، ورأيه، بكل ذوق وأخلاق وأدب، وبعيداً عن التعصب والتطرف، ودمتم بود وسالمين غانمين.