آخر تحديث: 19 / 9 / 2024م - 11:38 م

اطفال يقلدون الكبار في الصوم... والدين والطب ينصح بالمراقبة

نداء ال سيف - القطيف

يجد الأطفال الصغار في شهر رمضان فرصة لتقليد الوالدين والاشقاء عبر الصيام؛ وهو ما يتقبله الأهل بالترحيب والقبول تشجيعا لهم على العبادة التي ستكون واجبا عليهم بعد سنوات.

ويعبر الأطفال عن فرحتهم بالصيام؛ فتقول الطفلة زينب الدعلوج: يعجبني الصيام رغم تعب الجوع الذي أحاول أن أتحمله؛ مشيرة إلى سعادتها الكبيرة حين سماع صوت الأذان والذي يعني نهاية يوم كامل من الجوع.

وأضافت الدعلوج: علمتني أسرتي أن الصائم يحصل على الكثير من الثواب والحسنات؛ وان الصوم يساعدنا على معرفة مشاعر الفقراء والإمام الحسين وأهله حينما كانوا في كربلاء.

اما الطفل جواد ال حمود فيرى أهمية تناول وجبات خفيفة ومغذية في الوقت ذاته مثل اللبن والحليب والفاكهه.

وعبر عن سعادته بسماع صوت الأذان قائلا «يشعرني الصوت أنني صمت».

ورأى الشيخ محمد العمير إن الطفل يمر بمراحل متنامية حتى يصل لمرحلة التكليف والقدرة على أداء العبادات.

واضاف في حديثه لـ «جهينة الاخبارية» أن الطفل في سنيه السبع الأولى يتلقى سلوكه وأفكاره وقيمه من النماذج المختلفة حوله واهمها الوالدين.

ومضى يقول: أن بداية رحلة الصيام تبدأ بمحاولة محاكاة سلوك الكبار؛ مشددا على أهمية تحويل الصوم إلى أمر محبب لديه، فينتظر العمر المناسب لأدائه.

ونوه الشيخ إلى أن العمر المناسب الفتاة لتعويدها هو السابعة، والفتى العاشرة، حيث يبدأ الوالدان تمرينهما حسب طاقتهم، كأن يصوم بعض الوقت، ويشارك على مائدة الإفطار والسحور.

وشدد بقوة على ضرورة مراعاة طاقتهما وقدرتهما، فقد يصوم لمدة ساعة من نهار أو اكثر، حتى يصل لمرحلة التكليف.

وتابع: قد يغفل الوالدان عن ذلك فتفاجأ الفتاة بالصوم وفي نهار طويل من دون تأهيل، مطالبا بمراعاة الاهتمام بالافطار والسحور والغذاء الصحي حتى تتمكن من تجاوز هذه المفاجأة.

وقال: حينما تتعب الفتاة تعبا لا يتحمل فحكمها حكم الكبير الذي يمرض أو يسبب له الصوم الحرج أو ما شابه.

من جهته شدد الطبيب حسين الخباز على أهمية التنظيم والمراقبة الصحية للطفل وتوجيههم بشكل سليم؛ مشيرا إلى ضرورة السماح لهم بصيام بعض أجزاء اليوم أو بعض أيام الشهر.

وأكد الخباز على ضرورة الحرص على تناول الأطفال وجبة السحور لتقليل الفترة الزمنية التي يمتنع الطفل من خلالها عن الطعام وشرب السوائل؛ محذرا من إجهاد الطفل أو تعريضه للجفاف أو النقص الحاد في مستوى السكر.

وقال إن السماح للطفل بالصيام يتفاوت بحسب الفئة العمرية وبنية الطفل وحالته الصحية.

وطالب الوالدين بالانتباه لأية علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير مثل ارتجاف الأطراف أو بدء تأثر إدراكه «الوعي» بما حوله مما يستدعي تفطيره للحد من تعرضه لمخاطر صحية كبيرة مثل صدمة نقص السكر.

وحذر الخباز من السماح للاطفال المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى الربو وأمراض الكلى المزمنة والتهاباتها المتكررة بالصيام؛ منوها بأن المصابين بهذه الأمراض بحاجة إلى السوائل باستمرار.

وأضاف: كذلك الحال مع أمراض الدم المزمنة مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي وأمراض القلب التي تحتاج إلى اخذ العلاج بانتظام.

ونوه الخباز إلى ضرورة أن تكون وجبة السحور غنية بالمواد الدهنية وتأخيرها قدر المستطاع حتى تمد الطفل بالطاقة والنشاط فترة النهار والحفاظ على مستوى السكر في الدم.

وأكد على ضرورة احتواء الوجبة على الحليب ومشتقاته لإعطاء الطفل احتياجاته الأساسية من الكالسيوم والتقليل من المخللات والأغذية ذات المحتوى العالي من الملح وايضا البصل والحلويات في وجبة السحور لأنها تزيد من احساس الطفل بالعطش خلال ساعات الصيام.

ونصح الأمهات بضبط نشاط الطفل أثناء ساعات الصيام وترك الأنشطة البدنية العنيفة مثل الجري ولعب الكرة التي تزيد من الإحساس بالعطش والجوع.

واقترح التركيز على شغل وقت الطفل بألعاب مسلية وأنشطة هادئة تعتمد على المجهود العقلي مثل ألعاب الكمبيوتر والقراءة ومشاهدة التلفاز.