آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

تجليات رمضانية - 5

الشيخ حسين المصطفى

إنّ قدرة الإنسان على الخروج عن الخطوط الغريزية لديه يحمّله مسؤولية اختياراته ويوجب عليه تدعيم جهازه الداخلي.

فالنصر والفتح حينما يتحرر التائب «الثائر» من أَسْر الغرائز، وقيود أوهام الجهل؛ لينتقل من ثقافة القشر إلى آفاق الحريّة والأمن النفسي والسلام.

وما أروع أن يكون الصوم صوماً للسان عن التفوه بالأكاذيب والسفاهة، وصوماً عن أخذ الرشوة والسرقة من مال وممتلكات الغير، وصوماً للعين عن النظرات الشريرة الشهوانية، وصوماً عن الأنانية وحب الذات..

وكما قال علي - مناظراً بين صوم الجسد وصوم النفس: «صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الثواب والأجر، وصوم النفس إمساك الحواس الخمس من سائر المآثم وخلو القلب من أسباب الشر».

ويقول حفيده زين العابدين : «وأعنا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك». فالجاذبية الحقيقية للإنسان تنبع من جمال الروح وصفاء النفس وحسن الخلق، وحتى لا تقع في الإحباط اجمع بين التنظير العقلي والارتقاء الروحي.