«أرصفة الغياب» أول رواية تناقش المنتمين لأندية الدراجات النارية في الوطن العربي
كشفت الروائية هدى عبدالله آل بدر أن روايتها «تسكعات على أرصفة الغياب» التي صدرت مؤخرا هي أول رواية في الوطن العربي تطرح وتناقش شريحة الشباب المنتمين إلى أندية الدرجات النارية ”عالم هاري“ وتعنى بكل ما ينطوي تحت مفهوم الإنسانية.
ووجدت البدر أن أندية ركوب الدراجات لقيت في السنوات الأخيرة رواجاً كبيراً في العالم العربي وخصوصاً لدى فئة الشباب فكان هذا دافعا لها لتكون مدار فكرة روايتها، لافتة إلى أن تلك الأندية تعبر عن اتجاه ثقافي فكري ربما كان سائداً أكثر في العالم الغربي منه في العالم العربي.
ومنحت الرواية القارئ فرصة التعرف على معارف ثقافية لمجتمعنا ومجتمعات أخرى وأسماء غربية من خلال التجول في بلدان عربية وبث معلومات تتعلق بالمواقف والأحداث والشخصيات تثري القارئ وتزيد شغفه بمواصلة القراءة.
وتوصلت الكاتبة من خلال وقفاتها التي أرسلها في تضاعيف الرواية للوصول لما يرضي قارئها فيجد ما يشفي سريرته فيما يمر به من مواقف في حياته فهي رواية جريئة قوية تثير العقل وترسخ في الذاكرة وتبعث على تأمل الذات وتحيي التمرد المقتول في ذاكرتنا.
وأبانت آل بدر في حديث خاص بجهينة الأخبارية أن ما تراه في الحياة وما قرأته وشاهدته من روايات ساهم في بناء نسيجها الفكري وأن أحداث الرواية كشفت عن مستوى فكري وعاطفي وبعد ثقافي وعقائدي.
ورأت أن الكتابة فعل ثورة وتمرد، ثورة على النمطية وعبودية التكرار وتمرد على السطحية، معللة لجوئها للكتابة بأنها تكتب حتى لا تجد نفسها مجبرة على دوزنة حياتها على إيقاع التافهين والحمقى.
وحملت الرواية بعدا إنسانيا تأمليا وصفيا اعتمدت فيه على المزاوجة بين الخيال والواقعية في نسج وبناء أحداث وشخصيات الرواية موضحة أنها عبارة عن بناء هندسي متكامل.
ونسجت أحداث الرواية ”تسكعات على أرصفة الغياب“ لشخوص أحياء فوق الأرض كسر بعضهم الروتين بتنظيم رحلات توعوية لمشاريع انسانية بينما الآخر يعبث بتأنيث الفراغ.
وسردت الكاتبة جزءا مهما من حياة الإنسان الواقعية في أحد عشر رصيفا ضمتها 178 صفحة انفرد كل رصيف بعنوان وابتدأت ب ”إشارة خضراء“ تلاها توالي الأرصفة التي تحوي عناوين تعبر معاني انسانية وتضم أربع ورقات من أدب الرسائل احتواها الرصيف الرابع.
وعن ملخص الرواية أوضحت أنها تتناول حالات الانتظار بأطوراها المتعددة والمترتبة على حدث الغياب الذي تركه ضياع طفل هو الأخ التوأم لـ ”بطل الرواية“ الذي كتب أحداث الرواية كرسالة مطولة لأخيه التؤم الغائب مترقبا عودته في ظل تسارع إيقاع نمط الحياة وتتالي الأحداث الدرامية عبر رحلات قام بها بعد انضمامه لنادي ”هارلي دايفيدسون“ طاف بلدان الخليج العربي وتتخللها المغامرات والمواقف الانسانية والمفاجآت وحالات الحب والخيانة وخذلان الأصدقاء وتخليهم ووفاء آخرين وإخلاصهم.
وتأتي الخاتمة مناقضة لكل التوقعات والتخمينات من بعد حادثة فقدان الطفل التؤم بعد عشرين عاماً من الانتظار لأفراد المنزل المتهاوي من فرط الجزع والغضب والحزن والمكون من من الأم والأب والتؤم الوحيد.
ونجحت الكاتبة خلال روايتها من تصوير هشاشة النفس الانسانية إزاء ما يعتريها من مصاعب ومواقف أكثر ألما مقارنة بالنزعات والغرائز التي يمتلكها
وبثت في الرواية أدق تفاصيل أسلوبها الكتابي فالقارئ يجد نفسه بين سطور أحرفها وألم كلماتها، مستخدمة حبكة درامية يكتنفها الغموض الذي يأسر القارئ للغوص داخله بغية الحقيقة.
وعلى الصعيد الذاتي أشارت البدر أن كتابة هذه الرواية وغيرها من الروايات صنعت منها انسانا دقيقا ومدركا فالكتابة ترغمهاَ على البحث والتعمق في دلالات الأشياء.
واستغرقت البدر في تأليف الأرصفة قرابة العام الكامل حيث أتيحت الرواية وتوفرت على أرفف المكتبات بمجرد انتهاء دار الكفاح للنشر والتوزيع من إجراءات النسخ والطباعة والتوزيع.
ولفتت إلى أن رواية مقعد على ضفاف الكينغز بارك هي باكورة أعمالها والتي صدرت عن دار أطياف للنشر والتوزيع عام 2013 حيث كان زوجها أقمار آل مسيري داعما ومساندا لها في إنتاجها الأدبي منذ البذرة الأولى للكتابة والتأليف والنشر.
وحول المحفز لها للتأليف قالت البدر ”الكتابة قرار ذاتي لا رجعة فيه فذات يوم نأخذ قراراً لانعرف لماذا، فيضع هذا القرار قوة استمراره“، مشيرة بأن روايتها لا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بأية رواية عربية أو عالمية.
يشار إلى أنه صدر لها حاليا رواية ”رغبات مسروقة“ - قبل يومين - من دار أطياف للنشر وانضمت لرصيدها الأدبي المكون من رواية ”ومضى في الطريق“ و”مقعد على ضفاف الكينغز بارك“ و”تسكعات على أرصفة الغياب“.