هجوم مانشستر.. واحلام الخلافة
الهجوم الإرهابي الذي استهداف الأبرياء، في مدينة مانشستر البريطانية، يأتي ضمن مسلسل القتل العشوائي، الذي تنتهجه داعش في مختلف الدول العالمية، فهذه الجماعة الإرهابية تعتنق عقيدة، تحرض على استباحة الدماء دون التفريق، بين طفل وكبير، وامرأة ورجل، اذ لا توجد خطوط حمراء في إراقة الدماء، خصوصا وان الجميع في خانة الكفار، والخروج عن الجادة الصواب.
توقيت التفجير الإرهابي، مدروس بعناية فائقة، لدى خليفة داعش أبو بكر البغدادي، اذ يأتي بعد انتهاء القمة الإسلامية - الامريكية، التي احتضنتها الرياض خلال الأسبوع الجاري، والتي وضعت داعش على قائمة الأهداف الواجبة، اجتثاثها من الجغرافيا السورية، كخطوة أساسية خلال الفترة القليلة القادمة، مما فرض على داعش انتهاج سياسة الضرب بدموية، في الدول الداعمة للسياسة الامريكية، في محاربة الإرهاب، سواء على المستوى الإقليمي او الدولي.
كما ان توقيت التفجير الدامي، الذي استهدف حفلا غنائيا في مدينة مانشستر، يأتي مع تزايد الحشود العسكرية، لإطلاق معركة تحرير الرقة السورية، من قبضة داعش، مما يفرض على التنظيم الإرهابي، توجيه ضربات استباقية في العمق الأوروبي، بهدف إيصال رسائل عديدة لدوائر القرار الأوروبية، والامريكية في الوقت نفسه، اذ تحاول داعش من خلال التفجير، توجيه رسالة شديدة اللهجة لمختلف الدول، بقدرتها للوصول الى معظم الدول، وكسر الطوق المفروض على تحركاتها، وذلك بواسطة عشرات الخلايا النائمة، في الدول الأوروبية.
داعش تدرك حساسية الموقف العسكري، بمجرد إطلاق ساعة الصفر، في معركة الرقة، خصوصا وان ميزان القوى العسكرية، لا يقارن بين الدول الغربية، وقدرات داعش العسكرية، مما يفرض عليها وضع استراتيجية، مشاغلة لتأخير ساعة الصفر، في معركة الرقة، حيث يدخل تفجير مانشستر ضمن سياسة المشاغلة، ومحاولة التأثير على القرار السياسي، لدى الإدارة الامريكية، نظرا لإدراك التنظيم الإرهابي، أهمية تحريك القوى السياسية، في البلدان الغربية، للضغط على البيت الأبيض، في سبيل العزوف عن احتياج الرقة، والذي يمثل نهاية لاهم المعاقل الحالية، لدى داعش، في ظل انحسار المساحات الجغرافية، التي يسيطر عليها سواء في العراق او سوريا.
ان الهزائم العسكرية لداعش في العراق، تمثل احد العوامل، التي دفعت التنظيم الإرهابي، على ارتكاب الجريمة الأخيرة في مانشتشر، خصوصا وان أيام أحلام الخلافة الداعشية، باتت أيامها معدودة، جراء التقدم المستمر للقوات العراقية، في مدينة الموصل، مما يعني ان الأهداف السياسية، لتفجير الحفل الغنائي في مانشستر، تحتل المقام الأول، فيما لا تشكل الأهداف الدينية، سوى غطاء لتمرير الاعمال الإرهابية، تجاه الدماء البريئة، التي سقطت نتيجة التفجير الإرهابي.