آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 4:00 م

متحف مشاهير المملكة

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

أطالب هيئة السياحة والتراث الوطني بإنشاء متحف باسم متحف مشاهير المملكة يضم أغراض ومقتنيات المشاهير، الأحياء منهم والأموات.

من منا يذكر الأديب طه حسين دون التفكير في نظارته السوداء، ومن منا يذكر كوكب الشرق أم كلثوم، دون التأمل في منديلها وعود محمد عبدالوهاب، وعكاز نجيب محفوظ، وغيرها الكثير من المقتنيات التي اشتهر بها عمالقة الفن والثقافة الأدب؟ تعالوا معي لنتخيل سويا أن كل هذه المقتنيات تجمعت في مكان واحد يجمعها أفكار فسيفسائية مختلفة ومتنوعة. الكثير من دول العالم تنظر لمشاهيرها من القادة والمبدعين والفنانين مادة ثرية للاستثمار، فتجتهد في تخليدهم، والزائرون لتلك الدول عادة ما يجدون برنامجا سياحيا يتضمن جولات بمنازل المبدعين والكتاب والشعراء بعد تحويلها إلى متاحف يزورها مئات الآلاف سنويا، الذين ينفقون ملايين الدولارات على تلك الجولات السياحية.. نعم هي بعض الأشياء البسيطة، ورغم أنها ليست باهظة الثمن إلا أنها تصبح ملمحا مهما بهذا الشخص لا يمكنك تخيله بدونه، تلك المقتنيات البسيطة كثيرا ما يتصارع عليها في الدول المتقدمة، خاصة بعد وفاة هذه الشخصية. أما في المملكة فمع الأسف الشديد من النادر أن يجد الكاتب أو المفكر أو الفنان اهتماما به في حياته، أما بعد رحيله فقد نسطر بعضا من المقالات وينتهي الأمر.

وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف 18 مايو الذي يحتفل فيه المجتمع الدولي، أطالب هيئة السياحة والتراث الوطني بإنشاء متحف باسم ”متحف مشاهير المملكة“ يضم أغراض ومقتنيات المشاهير، الأحياء منهم والأموات، فلدينا الكثير من عمالقة الفن والرياضة والثقافة والأدب.. فنذهب للمتحف ونرى الحذاء الذهبي لماجد عبدالله ونتعرف على عميد لاعبي العالم في كرة السلة عبدالمحسن خلف، ونشاهد في المتحف الكثير من الأوسمة والجوائز التي حصلوا عليها مع عدد من الصور النادرة وبعض المقتنيات الخاصة بهم، ونشاهد كذلك في المتحف مسودات العمل الخاصة بالشعراء السعوديين، مثل محمد الثبيتي ومساعد الرشيدي، والتي توجد بها القصائد قبل وبعد التعديل، أو مثلا القلم الذي كتب به الدكتور عبدالرحمن الوابلي أو بعض التسجيلات التي لم نسمعها عن صوت الأرض طلال مداح وصوت العرب محمد عبده، والعود الذي بدأ به أخطبوط العود عبادي الجوهر أو بعض قصاصات المقالات القديمة لعميد الصحافة السعودية تركي السديري - رحمه الله - والقائمة تطول.. وليس هذا فحسب، بل علينا الاهتمام كذلك بمنازل الكثير من المشاهير والمفكرين والمبدعين السعوديين، فالباحث الذي يتناول حياة مبدع ما، يهمه أن يعرف الموقع الجغرافي الذي عاش فيه هذا المبدع، سواء كان شاعرا أو كاتبا أو لاعبا رياضيا؛ لأن ذلك بالطبع يؤثر فيه بشكل كبير، وهناك العديد من منازل المشاهير في العالم العربي، وقد تم تحويلها بالفعل إلى متاحف تعرض بها مقتنياتهم ونماذج من أعمالهم، ليتمكن الزوار من مشاهدتها، فقد تم تحويل منزل عميد الأدب العربي طه حسين بالهرم إلى متحف في عام 1993، الشاعر أحمد شوقي الذي بنى لنفسه بيتا على كورنيش النيل قامت الدولة بتحويله إلى متحف افتتح في عام 1977، وكذلك منزل عبدالحليم حافظ تحول لمتحف، أعتقد أن هيئة السياحة السعودية لو قامت بإنشاء هذا المشروع سيكون عامل جذب للسائحين وسيدر دخلا ماديا جيدا، وسيكون بمثابة تعريف للأجيال القادمة بالمشاهير الذين لا يعرفون عنهم شيئا، فالمتحف سيعرفهم على تاريخنا بطريقة سلسة وبسيطة وممتعة.