عندما تفقد العطاء
وهج الجمعيات الخيرية قد يخبو بين حين وآخر وقد يشع في أحيان أخر، وهو أمر طبيعي جداً ومرتبط بشكل مباشر بالتخطيط السليم والتطبيق الصحيح والأهم من ذلك كله القابلية لمواكبة الحاجة المجتمعية الطارئة أو الاعتيادية المناطة بالجمعية ذاتها فالتخطيط الصحيح يرسم طريق الجمعية بمنحى يميل للأعلى دائماً.
الوهج المذكور سلفاً هو الخدمات التي تقدمها الجمعية للمستفدين من فقراء وأيتام ومحتاجين وحاجة مجتمعية وبيئية وتطويرية وهذه المواضع لا يستشعرها بشكل واضح أو حقيقي سوا المستفيد ومن هم حوله، أما الأفراد الغير معنين فلا يدركون ذلك جيدا.
لنعرج على جمعية تستحق الثناء وربما بعض التأنيب والتي لا يخفى على أحد الوهج الذي شع منذ سنوات لتنبثق كأول جمعية نسائية بمنطقتنا الحبيبية ”القطيف“ لتحمل أسم العطاء ممثلة نموذج للعطاء الحقيقي، ويكفيها فخراً أن تؤسسها سيدات مجتمع يحملن الحب والعطاء بقلوبهن والذي تجسد بأفكار سبقت زمانها بعشر سنوات على أقل تقدير، فما قدمته الجمعية خلال سنواتها الأولى لم تقدمه جمعية أو لجنة أو حتى مهرجان محلي، حتى وبرغم النقد والضربات الموجعة إلا أن الضربات لم تزدها إلا قوة واستمرار.
ومما لا شك فيه فإن الجمعية الوليدة في 2008 وضعت نفسها في مصاف الجمعيات العريقة في فترة وجيزة فالإصرار والتخطيط السليم والفكر النير المختبئ في ألباب هؤلاء السيدات أتاح الفرصة لتكوين لجان وفرق استقطبت متطوعات ومشاريع وخطط رائعة، بل قامت الجمعية حينها بتفعيل دورها الأجتماعي الخيري والتنموي عبر تفعيل الشراكات المجتمعية مع اللجان والجمعيات والدوائر الحكومية ليخرج من خلال ذلك منتج رائع يغطي جميع الجوانب التي أنشئت من أجلها الجمعية.
نجم الجمعية سطع في الدورة الأولى وخبا في دورته الثانية فقد تلاشت مشاريعها الأجتماعية وفقدت أبرزها بحجة أو أخرى وانسحبت متطوعات وتوقفت برامج تدريبية وتقصلت دورات وباتت شبه معدومة، وأصبحت الجمعية تبرع في مشاريع بسيطة وقلما تجد مشروع مجتمعي حقيقي لا يشمل البيع والشراء والدفع المالي!!
من الواضح أن الجمعية بمجلسها الحالي في مرحلة الإحتضار فالوضع يرثى له ويكفي أنها اطلقت على الواجبات المناطة بالإنجازات والتي نشرتها الجمعية تحت مسمى إنجازات العطاء لعام 2016م، ورغم أن الجمعية كانت قد أخذت على عاتقها الجانب التنموي الاقتصادي والاجتماعي وغيرها للمرأة إلا أننا بتنا لا نرى تلك الطاقات التطوعية اللاتي اخرجتها الجمعية خلال سنواتها الثامن المنصرمة؟
وبتوصيف دقيق للوضع الحالي فإن الجمعية قد منيت مؤخراً بخسائر مادية وإنسحاب لكفاءاتها التطوعية جراء عدة أسباب أولها سوء التخطيط والتخبط من المجلس والجهاز التنفيذي للجمعية ويتضح ذلك جليا بفعالياتها الاخيرة المكررة المملة والتي جاءت بمستوى لا يليق بها وبأسم مختلف كالعادة.
نتمنى أن تكون الدورة القادمة مليئة بالعطاء الحقيقي وأن يكون المجلس صاحب إنجازات حقيقية لترفع من الجمعية مجددا وليعود لها مجدها ومكانتها كما بالدورة الأولى بل نتمنى أن تكون أفضل فالنجم الذي سطع في الدورة الأولى وخبا في دورته الثانية قادر على أن يصبح شمس تشرق مجددا.