تخفيضات مغرية.. ولكن
يقول أحد الأصدقاء اعتدت على التسوق شهريا مع عائلتي في سوبرماركت معين نظرا لتوفر كل مانحتاجه من السلع بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل الجودة والتنسيق الجيد، والمساحة الواسعة، ومواقف السيارات، وغيرها بينما أرى البعض يتابع العروضات ويتنقل من سوبرماركت إلى آخر بسبب انخفاض الأسعار لبعض الأصناف من أجل التوفير وترشيد المصروفات.
في الآونة الأخيرة كثُرت محلات التسوق وبدأت المنافسة القوية في تحطيم الأسعار وطباعة وتوزيع نشرات بعروض مميزة إلى كل منزل. في أحد الأيام كان يتصفح إحدى النشرات فلفت انتباهه التخفيضات الخيالية التي تصل إلى نصف السعر تقريبا لبعض الأصناف مماشجعه بأن يغير وجهته التسويقية ليستكشف الأمر ويتعرف على سر هذه الحملات التسويقية.
التخفيضات كانت حقيقية ومغرية وشجعته على التسوق وأن يتجول في كل ركن من أركان السوبرماركت، ولكن لفت انتباهه بأن بعض الأصناف التي يتذكر أسعارها كانت أسعارها مرتفعة تتفاوت من ريالين وأكثر. لم يكن الأمر مقتصرا على أصناف محدودة بل أن بعض الأسعار أثارت استغرابه مما جعله يصورها ويقارنها بالمراكز الأخرى فيما بعد. من الأصناف التي توقف عندها نوعية من الأرز الذي لم يكن يعرف سعره ولكن بعد التأكد من سعره في أحد المراكز الصغيرة المجاورة له تبين أن الفارق لم يكن قليلاً بل يصل إلى «20» ريالا للكيس من فئة 10 كجم. وبعد مقارنة أكثر من صنف تبين بأن الكثير من الأصناف من المواد الغذائية والمنظفات والمواد الاستهلاكية الأخرى أسعارها مرتفعة عن المراكز الأخرى.
في هذه الفترة الإقتصادية الحرجة مع سياسة شد الحزام جميل أن يزداد المنافسون وتكثر المنافسة بينهم وتنخفض الأسعار لمصلحة المستهلك، ولكن ينبغي على المستهللك أن يكون في قمة الوعي والحذر واليقظة من الحيل والتلاعب والغش، وأن لاتكون بعض الأسعار المخفضة المغرية طعماً لجذبه للتسوق الأعمى مع رفع الأسعار الأخرى من حيث لايشعر، من أجل التعويض عن الأسعار المخفضة.
هذا التفاوت الكبير سواء في الانخفاض المغري أو الارتفاع الصارخ في الأسعار جعل صاحبنا يهتم بالعروض التي يرسلها المنافسون ويهتم بتسجيل وحفظ أسعار بعض الأصناف الرئيسة ليقرر وجهته التسويقية - إن كان الأمر يستحق - متحررا من الارتباط بمركز واحد فقط حتى لو استدعى أن يكون انتقائيا للسلع من أكثر من مركز.
وبما أننا مقبلون على شهر الخير والرحمة والبركة فما أحوجنا إلى الاعتدال وحسن التدبير وأن لايكون تركيزنا وهمنا الأكبر منصبا على الموائد الغذائية أكثر من الموائد الروحية والفكرية.