اليونيسكو.. اسرائيل محتلة
يمثل قرار اليونيسكو، باعتبار إسرائيل قوة احتلال في مدينة القدس، تحولا هاما، حيث وضع القرار المقدسات الإسلامية والمسيحية، في دائرة الاهتمام العالمي، خصوصا وان القرار حظي بتأييد أغلبية الدول الأعضاء في المنظمة الأممية، باستثناء بعض الدول وعلى رأسها واشنطن التي تتحرك لنقل سفارتها الى القدس.
القرار الأمم يعطي زخما للنضال الفلسطيني على الساحة الدولية، فهو بمثابة انتصار دبلوماسي مهم، الامر الذي يفسر رد مندوب إسرائيل للقرار ب ”المخزي“، خصوصا وان القرار سيضع الحكومة الإسرائيلية تحت المجهر، بشأن الممارسات الديمغرافية وإزالة المعالم الاثرية في المدينة المقدسة، لاسيما وان تغاضي العالم عن الممارسات الإسرائيلية خلال العقود الماضية، ساهم في القضاء على جزء كبير من الأثر الثقافي الإسلامي والمسيحي، فضلا عن زيادة الاستيطان اليهودي، على حساب الوجود العربي في المدينة المحتلة.
اعتبار إسرائيل قوة احتلال لا يشكل سوى جزء بسيطا من الحقيقة الكاملة، فإسرائيل تمثل احتلالا كاملا لفلسطين منذ سبعة عقود، حيث فرضت نفسها بالقوة على الشعب الفلسطيني، مما ساهم في تجهير ملايين البشر في شتى اصقاع العالم.
الانتصار الدبلوماسي الأخير للشعب الفلسطيني، سيكون مصيره كغيره من القرارات الدولية الصادرة تجاه الممارسات الإرهابية الإسرائيلية، فالحكومة الإسرائيلية تعمد دائما على التهرب من الاستحقاقات الدولية، اذ ما تزال تتجاهل مختلف قرارات الأمم المتحدة الداعية للانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 ورأسها مدينة القدس، حيث تقوم بفرض الواقع على العالم من خلال مصادر منازل الشعب الفلسطيني، وتقديم التسهيلات لليهود لأحداث تغيير ديمغرافي في المدينة، الامر الذي ساهم في ظهور بؤر استيطانية عديدة في مختلف المناطق القريبة من المدينة المقدسة.
الحكومة الفلسطينية مطالبة باستثمار الانتصار الدبلوماسي الأخير، من خلال حث المجتمع الدولي للانصياع لقرار اليونيسكو، وتجميد مختلف الممارسات التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية، فضلا تنفيذ تحريك ملف المفاوضات السياسية والانسحاب من الضفة الغربية، تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية، بالإضافة للاستفادة من التأييد الدولي، للضغط على تل ابيب في الإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية.
التأييد الأمريكي الدائم للحكومة الإسرائيلية، يشجعها على المضي قدما في التنكيل بالشعب الفلسطيني، وتجاهل كافة القرارات الدولية، حيث تقوم بممارسة سياسة القضم التدريجي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، عبر التوسع في الاستيطان بالضفة الغربية، فضلا عن إصرار على ضم الجولان المحتلة، وبالتالي فان الحديث عن السلام كذبة كبرى تروجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، فاسرائيل تتقن فن المراوغة وإضاعة الوقت من خلال المفاوضات، التي تدور في حلقة مفرغة منذ 3 عقود تقريبا.