الإمام الحسين ضرب أروع الأمثلة في الإحسان إلى المسيئين
الشيخ اليوسف: تصنيف مكونات المجتمع يؤدي إلى تقسيمه وتفككه
انتقد الشيخ عبدالله اليوسف ما يقوم به البعض من تصنيف مكونات المجتمع وتقسيمه، وبث الفرقة والفتن بين الناس، وإشاعة روح الكراهية بينهم، وبث التعصب والكراهية والفرقة بين مختلف المكونات الاجتماعية والتوجهات الدينية والثقافية، مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع وتفككه وإضعافه.
وأكد الشيخ اليوسف خلال خطبة الجمعة في حلة محيش بمحافظة القطيف على أهمية فضيلة الإحسان إلى الناس باعتبارها فضيلة أخلاقية رائعة ونبيلة، وأنها من فضائل الأعمال، ومكارم الأخلاق.
وأشار إلى أن للإحسان صوراً ومصاديق متعددة، إذ لا يقتصر معناه على معاونة الغني للفقير من ماله، وإنما له معان واسعة وعميقة، لأن معنى الإحسان في اللغة الإتقان، وهو ضد الإساءة.
وأضاف: إن أرقى أنواع الإحسان هو دفع الإساءة بالإحسان والسيئة بالحسنة، ودفع الإساءة بالإحسان لا تصدر إلا من أهل الصلاح والإيمان والأخلاق.
وأشار إلى أن الله عز وجل قد أوضح في كتابه المجيد أن الإحسان إلى المسيء قد يحوله من عدو إلى صديق.
ولفت الى ان الإحسان إلى المسيئين له نتائج عظيمة، حيث يستطيع المحسن أن يحول أعداءه إلى أصدقاء حميمين، وبذلك يمكن أيضاً أن نحول العداوات والأحقاد بين المختلفين إلى متعاونين فيما بينهم.
ولأهمية الإحسان ومكانته في بناء المجتمع المسلم أوضح الشيخ اليوسف أن مادة الإحسان ومشتقاتها وردت فيما يقرب من أربعين موضعاً في القرآن الكريم. وهذا يدل على العناية التي تظهر في القرآن الكريم بأمر الإحسان، مما يؤكد على المكانة السامية التي تحتلها فضيلة الإحسان.
ولفت إلى أهمية التعاون فيما نتفق عليه، وأن الاختلاف في القناعات والأفكار والتوجهات أمر طبيعي لاختلاف العقول والأفهام والأذواق والميول، وأن هذا يجب أن يكون مصدر إثراء وتكامل وليس مصدراً للتشتت والتفرق والتعصب.
وبيّن أن الإمام الحسين سجل أروع الأمثلة في الإحسان إلى المسيئين؛ ومن ذلك عندما سقى أعداءه الماء وقد جاؤوا لقتاله، ليضرب بذلك أروع مثال على النهج الإنساني والأخلاقي الرائع الذي كان يسير عليه، ويتحلى به حتى مع أشد الأعداء، وفي أحلك الظروف وأصعبها.
وذكر بعض القصص والشواهد والأمثلة الرائعة التي سجلتها لنا كتب التاريخ والسيرة عن إحسان الإمام الحسين ورحمته، حيث كانت هذه الصور الرائعة والمختلفة تغطي مجالاً واسعاً عن مفهوم الإحسان، وفي ذلك ترسيخ وتعزيز لمبادئ الإحسان والتسامح والرحمة والشفقة في المجتمع.
ودعا إلى الاقتداء والسير على نهج الإمام الحسين ومنهاجه في الإحسان إلى الناس، وقضاء حوائجهم، وتحمل أذاهم، والتسامح تجاه أخطائهم.
وأكد الشيخ اليوسف على أن للإحسان فوائد عظيمة، حيث ينمي روح التقارب والتعاون والتفاهم، ويزيد من المحبة والمودة بين الناس، ويحول الأعداء إلى أصدقاء، والمتصارعين إلى متعاونين، والمتنافرين إلى متقاربين.
وشدد على حاجة المجتمعات الإسلامية اليوم إلى روح التسامح والإحسان بين مختلف الشرائح والمكونات الاجتماعية، والابتعاد عن لغة التعصب والكراهية والتطرف والتشدد والأحقاد التي فككت نسيج المجتمعات المسلمة ومزقتها تمزيقاً.