آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 5:24 م

مهرجان الوفاء بسيهات

محمد المحفوظ * صحيفة الرياض

تشهد العديد من المدن والمناطق في المملكة مهرجانات ترفيهية وتراثية خلال السنة.. ولقد شهدت مدينة سيهات وهي من مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية مهرجاناً خلال شهر رجب المنصرم باسم مهرجان الوفاء بسيهات.

وقد تمكن القائمون على مهرجان الوفاء لهذا العام، من القيام بالكثير من الأنشطة والتي تستجيب من خلاله إلى العديد من الاهتمامات الترفيهية والتراثية والعلمية، ولقد حظي هذا المهرجان كغيره من المهرجانات في كل مدن ومناطق المملكة، بالحضور الواسع من مختلف الشرائح الاجتماعية وكذلك من قرى ومدن المنطقة الشرقية.

وأود في السطور القادمة التأكيد على مجموعة من الأفكار التي تبرز في مثل هذه المهرجانات والأنشطة المتنوعة التي تشهدها مدن المملكة المختلفة.

لا ريب أن هذه المهرجانات في كل مناطق المملكة، يعبر فيها أبناء الوطن العزيز عن حاجاتهم إلى التطوع.. ولقد حظي مهرجان الوفاء بسيهات كغيره من مهرجانات مدن المملكة باستعداد المئات من شباب وشابات المملكة للتطوع خلال المهرجان للقيام بالعمل والخدمة.

ولقد عبر مهرجان الوفاء عن وجود مئات الشباب والشابات الذين يقومون بعمل تطوعي كل فترة المهرجان.. ولقد أبدع القائمون على مهرجان الوفاء من خلال تأسيس مركز لاستقبال المئات من المتطوعين خلال فترة المهرجان.. ولقد أجاد هذا المركز عبر إدارته للعناية بالعمل التطوعي وتقديم مركز معلومات متكامل عن أسماء ومهن من يود التطوع في هذا المهرجان وأمثاله خلال كل شهور السنة.

ولعل كل الأنشطة والمهرجانات في كل مدن المملكة، تحظى بهذا الاهتمام الجماهيري للتطوع في كل أنشطتها وفعالياتها.. ومن المؤكد أن وجود مركز للعمل التطوعي في مهرجان الوفاء، سيزيد من هذه الإمكانية، ويوفر للجميع إمكانية التطوع في العمل من خلال صقل كل الميولات والاهتمامات التي يحتاجها العمل التطوعي.

وكل مهرجانات المملكة، تعبر عن وجود فائض بشري من مختلف الأعمار والكفاءات للمشاركة بالعمل التطوعي في هذه الأنشطة.. ولا ريب أن هذا المنجز يحسب لكل المناطق والمدن، ويعبر بصدق عن وجود هذا الاستعداد لدى شباب وشابات المملكة.

وتتحمل كل إدارات هذه المهرجانات، على الاستفادة على أكمل وجه من هذا الاستعداد البشري للعمل التطوعي.. ومن خلال المشاهدة، لقد تمكن مهرجان الوفاء خلال شهر كامل من استيعاب مئات الشباب والشابات في أطر ومناشط مهرجان الوفاء.

وفي هذا السياق ندعو كل هذه المناشط، على بذل بعض الجهود والتدريب لهؤلاء الشباب والشابات، لكي يقوموا بالعمل التطوعي من موقع الإجادة والفهم التام لكل مقتضيات وفنون العمل التطوعي.

وهذا الاهتمام الجماهيري يعكس مدى حاجة كل مناطق المملكة إلى العناية بتأهيل كل من لديه الاستعداد للعمل التطوعي للعناية بمهاراته وفنون العمل التطوعي.. ولعل هذا الإقبال يعكس وجود رغبة دفينة في كل مناطق المملكة للمساهمة في كل المبادرات العامة، والتي تتطلب مهارات بشرية من خلال العمل التطوعي.. وكل المتطوعين يقومون بعملهم بإخلاص تام ورغبة عميقة لإثبات وجودهم ومهارتهم.

وفي تقديري أن هذا الاستعداد البشري، يسهل كل المبادرات التي تنظم مهرجانات في كل مدن ومناطق المملكة.

من المؤكد أن الاستعداد التام للتطوع في كل المهرجانات والأنشطة على مدار السنة، يتطلب من كل المؤسسات والجمعيات الرسمية والأهلية الاهتمام بهذا الموضوع «العمل التطوعي» وبذل كل الجهود لتطوير هذا الاستعداد الذي يعبر عنه شباب وشابات الوطن. لأن هذا بعض قوة مجتمعنا، وتوفر كل الاستعداد للمساهمة في تطوير وطننا من خلال هذا العمل التطوعي.. وكل هذه الأنشطة مدينة بشكل أو بآخر إلى كل الشباب والشابات الذين يتطوعون في إدارة كل المهرجانات والمبادرات الأهلية.

ونستطيع على هذا المستوى القول: إن كل المجتمع السعودي، يعبر من خلال شبابه وشاباته عن استعداد تام للمشاركة في كل الأعمال والمبادرات الوطنية التي تتطلب مئات أو آلاف الشباب للتطوع في إدارة هذه المهرجانات.

أشعر بعمق أن مستوى الجريمة والمشاكل تخف في كل المناطق التي تشهد مهرجانات وأنشطة قادرة على استيعاب شباب وشابات المجتمع.. لذلك نحن بحاجة إلى المساهمة في تشجيع هذه المبادرات، والعناية بكل هذه الأنشطة، التي تعكس مستوى الاهتمام بتراث كل مدينة من مدن المملكة.. لذلك أجزم بالقول إن هذه المهرجانات، قادرة إذا استمرت على استيعاب الكثير من الطاقات، ومنعها من خيارات تضر بأمن الوطن والمواطنين.

وعليه فإن وجود الرعاية والاهتمام بكل هذه المبادرات والمهرجانات، يعكس قدرة المجتمع السعودي للتعبير عن مكنونه وأخلاقه العامة من خلال المساهمة في برامج وطنية تقدم الفائدة إلى عموم المواطنين.

ومهرجان الوفاء بسيهات من خلال كل أنشطته وفعالياته، يعبر عن قدرة المجتمع على الإبداع والتميز من خلال البناء الوطني.

فالشكر كل الشكر لكل فرد من أفراد المجتمع، قدم خدمة لإقامة مهرجان الوفاء بسيهات.. كما نقدم الشكر إلى جمعية سيهات الخيرية، وإلى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف على عنايته واهتمامه بإقامة هذه المهرجانات في كل مدن المنطقة الشرقية.

كاتب وباحث سعودي «سيهات».