إلى شقيقتي الصغرى الدكتورة لمياء
بقدر ما سرَّني موقفك الجميل والعظيم في مؤزارتي والوقوف بجانبي في ما جرى علي من احداث جسام في سبيل خدمة الوطن والمجتمع كان آخرها عملية الإختطاف الفاشلة التي تحولت إلى محاولة إغتيال أحبطها الله بفضله وتوفيقه ثم تدخل رجال الأمن الأبطال حفظهم الله، عزّ علي والله ما لاقيتهِ يا أختاه من تعنّت وتهجم وسوء أدب وقلة حياء من هؤلاء الأوباش الذين أبتلي بهم الوطن والمجتمع.
أني أدرك جيداً كما تدركين أن الخطر محدق والبلاء سيعم والخراب سيكبر ما لم يقل المجتمع كلمته متخلياً عن صمته، متجاوزاً كل حواجز الخوف والتردد في التعبير عن رأيه بصراحة كما فعلتِ أنتِ بكل شجاعة وإقتدار، كما أدرك أيضا كمية الاحباط وخيبة الأمل الذي يصيب الإنسان في من حوله حين يضع نفسه في المواجهة في سبيل قوم هم أول من يديرون ظهورهم عنه تاركينه وحده يواجه مصيره في الميدان في الوقت الذي هم من سيحصلون على المكاسب في نهاية المطاف، لكنها قيم التضحية والفداء والإيثار التي تربينا عليها منذ أن أبصرنا النور وأستطعنا أن نفرِّق بين الحق والباطل هي التي تبقينا صامدين في طريقنا الذي اخترناه عن وعي وإقتناع وإرادة.
وأؤكد لكِ يا أختي العزيزة أنه طال الزمان أو قصر سيدرك كل من حولنا من أبناء مجتمعنا الذي نافحنا عنه وعن قضاياه وسعينا في تخليصه من الأخطار التي تهدد وجوده وسعينا كذلك نحو تنميته وتطويره وتحسين أوضاعه المعيشية، وسيدرك كل هؤلاء قيمة ما قدمناه لهم حين يزول الغبش وتتلاشى مشاعر الخوف والحذر ودواعي المجاملات الفارغة التي لم تؤدي إلا إلى الهاوية لولا لطف الله الذي الهم قادة الوطن ”أعزّهم الله“ بما هو حاصل الآن حيث عم الخير على الجميع وسيعم أكثر في المستقبل القريب حين يحلُّ الأمن والأمان ويكون مآل كل هذه العصابات المجرمة إلى غياهب التاريخ المظلمة.
يا شقيقتي الحبيبة، الكل يدرك القريب منهم والبعيد أنك أبليتي بلاءاً حسناً في خدمة وطنك ومجتمعك ولن يضيع الله ثم الوطن والمجتمع هذا الجهد أبداً ما دام القلب سليماً مفعماً بالإيمان والحب كما هو حال قلبك الكبير، والله الحافظ وهو المكافئ وهو الهادي إلى سواء السبيل، ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.