للسعادة عوائق ولصوص
الجميع يسعون أن يكونوا سعداء، وهم دائمًا في بحث مستمر عن الأشياء التي تُمكّنهم من تحقيق ذلك المطلب. لكن أليس الأولى والأجدر بالناس ألعثور على العوائق التي تسرق السعادة منهم ويبادروا بالتخلص منها والقضاء عليها قبل كل شيئ؟
إذا كنت جادًا في المضي قُدُمًا لتحقيق السعادة، فاعلم بأنك لست أمام معضلة لا حل لها. فالسعادة هي كغيرها من المهام التي تبدوا معقدة في بدايتها، وما أن تخطو أول خطوة على طريق الحل، حتى تكتشف أن مهمتك في طريقها للحسم وبأنك قد حقّقت في أيام مالم تعتقد بإمكانك تحقيقه في سنين.
لا يمكنك تحقيق السعادة الحقيقية دون أن تُخْلي ساحتك من العوائق التي تسرق كل لحظة من شأنها إدخال السرور والبهجة على نفسك. هذه العملية قد تطول بعض الوقت، لكن بدونها لن تتمكن من تحقيق هدفك. ما أن تبدأ، عليك أن تضع في الحسبان بأن هذا عمل ونشاط لا يتوقف بعد يوم أو يومين، بل عمل مستمر ينتهي بانتهاء المهمة والتأكد من أن كل شيئ بدأ يسري في الإتجاه الصحيح.
أنت لست بأكثر من إنسان مُعرَّض للخطأ في أي وقت، فلا تُشغل بالك بأن تكون كاملًا مُكمَّلًا. تقبّل حقيقة أنه لا بأس أن تكون على خطأ وأنه لا عيب في الإعتراف بذلك. إذا كنت لا تضع أهمية كبيرة لنفسك، فكيف تتوقع أن تُحْدث أي تغيير إيجابي في ذاتك. تبَنَى فكرة أن تكون لك الأولوية في خضّم هذا المعترك الكبير من الحياة. وتجنب السلبية في كل شيئ لأنها اللص الأكبر الذي يسرق لحظات السعادة منك ودون أن تشعر بذلك.
شعورك بالذنب لن يُغير ماضيك ولن يرسم مُستقبلك، لكنه دون شك قادرٌ على أن يُدمّر كل لحظة سعادة من حاضرك. إفعل مافي وسعك بأن لا تكرر أخطاء الماضي وأن لا تسمح لتلك الذنوب أن تَسْحَق قواك وتُحوّل حاضرك إلى جحيم. إشغل وقتك بزراعة بذور الخير أينما حللت ودُون أن تلتفت إلى ما يقوله الآخرون. تلك البذور لا محالة سَتُنْبت زرعًا وتأتي بثمر قادر على أن يُطفئ عيون الشر ويُخرس الألسُن المُعَادية للحُب والسلام.
لا تعر أي انتباه لتلك النوعية من الناس التي تُشعرك بأنك يجب أن تكون شخصًا يحمل مُواصفاتهم، لتكون مقبولًا ومُقدّرًا بينهم. أحيانًا عليك أن تترك الأشياء كما هي ودون مُحَاولة منك لتغييرها. هناك أشياء خارجة عن نطاق سيطرتك، ومُحاولة تغييرها هي مضيعة للوقت ومصدرٌ للقلق وعدم الإرتياح.
أنت الأول والأخير المسؤول عن سعادتك وحياتك الخاصة. إلقاء اللوم على الآخرين أَمْرٌ بائس وغير مُجدي، ماهو أهم ومُفيد في هذه المرحلة، هو التحرك للتخلص من كل عوائق الوصول إلى السعادة. الخوف والتسويف هما من أسوأ مثبطات الوصول إلى منتهى الطمأنينة والسكون الروحي، فاعمل على شطبهما من طريقك تصفو لك الدنيا. ما أن تتمكن من الوصول إلى ذلك اليوم الذي تخلو فيه حياتك من المنغصات وسُرّاق البسمة حتى تُعلن أول نَصْر لك على طريق السعادة الحقّة، دون عوائق أو لصوص.