آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 7:35 م

الشيخ العبيدان: الورع سببٌ في صلاح النفس والسيطرة على الغرائز

جهات الإخبارية جمال الناصر - القديح

أكد الشيخ محمد العبيدان أن الورع أحد الأسباب الرئيسية في صلاح النفس والسيطرة على الغرائز الموجودة فيها، وبأنه طريق لصلاح دين الإنسان، لكونه يعتبر حاجزًا يحول بينه وبين اقتراف السيئات وارتكاب المعاصي والذنوب.

جاء ذلك خلال خطبته التي ألقاها يوم الجمعة بمسجد الشهداء في بلدة القديح، تحت عنوان «الورع في مدرسة أهل البيت ».

وبين أن الورع من الصفات التي اهتم بها الأئمة الطاهرون اهتمامًا كبيرًا جدًا، من خلال ورود نصوص كثيرة عنهم في ذلك، معرفا الورع بأنه الاجتناب والابتعاد عن جميع المعاصي بتركها، مع التمسك بالآداب الشرعية وفعل الطاعات، بل التوقي حتى من الشبهات حذرًا من الوقوع في الحرام.

وبين أن درجات الورع خمس درجات، هي: ورع العادلين المعني بترك الفسوق واجتناب كل ما اقتضت الفتوى تحريمه مما يدخل في مداخل الحرام، وورع الصالحين الذي يكمن في ترك ما يحتمل التحريم حتى مع كون الشارع قد رخصه.

وقال: ”أن اللحم مشكوك التذكية حكمه في البداية عدم جواز أكله لأننا لم نحرز تذكيته، لكنه لما كان يباع في سوق المسلمين فإن الشارع قد أحل لنا أكله“، طارحا ذلك كمثال عملي في الحياة اليومية.

وأشار إلى أنه يوجد لحاظان، أحدها: لحاظ أخلاقي تربوي روحي، والآخر لحاظ فقهي تكليفي، شارحا ”متى وجد المكلف لحمًا يشك في حليته وكونه مذكى، يباع في سوق المسلمين يرتب عليه أثر كونه محللاً ومذكى فيحل أكله، لكن الآثار الوضعية التي تترتب على الناحية الأخلاقية تبقى على حالها، فلو كان هذا اللحم واقعًا ميتة فإنه لما أكله استنادًا لقاعدة سوق المسلمين لايكون مرتكبًا للحرام، لكنه لا يستطيع دفع الآثار الوضعية التي تترتب عليه لكونه قد أكل الميتة“.

وأوضح أن معنى ورع الصالحين، هم الذين يحاولون الاجتناب عن كل شيء ينطوي على شبهة، حتى لو كان محللاً من الشارع المقدس من الناحية الظاهرية لا من الناحية الواقعية.

وأشار إلى أن ورع المتقين هو ترك ما ليس في حليته شبهة خوفًا من أن يؤدي إلى المحرم أو يؤدي إلى الشبهة، احترازًا عما يتسامح به الناس فإنه حلال من الناحية الشرعية لكنه يخاف منه فتح باب ينجر إلى غيره.

وتناول ورع الصديقين، الذي يكمن بترك ما ليس في حليته شبهة ولا يخاف من أن يؤدي إلى المحرم أو يؤدي إلى شبهة، لكونه أمرًا غير متعلق بالدين، كالمباحات أو لكونه متصلاً بمن يكره اتصاله به، متطرقا إلى ورع المقربين المعني بصرف القلب عن الاشتغال بما سوى الله سبحانه وتعالى.

وذكر أن أهل الفن وأرباب القلوب بينوا أن الورع قد يصل في بعض الموارد إلى الوسواس، محذرًا من وصول الشخص المتورع إلى مثل هذه الحالة بدعوى أن ذلك من أفراد الورع، مؤكدًا أنه شتان بين الموردين.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
العلامة
[ القطيف ]: 17 / 4 / 2017م - 1:15 م
العلامة العبيدان من العلماء الناشطين المثقفين، وله مستوى علمي متقدم جدا

لا حرمنا الله بركاته وفوائده