فلم «إجازة ملاك».. كوكتيل لذيذ
كما في عالم الكتب، قد يدفعك لقراءة الكتاب المؤلف، وثاني يشجعه اسم دار النشر، وآخر يجذبه عنوان الكتاب.
كذلك في عالم السينما والافلام.
وإن كان الغالب في عالم اليوم وفي عالمنا العربي خصوصا أن يكون الجاذب بطل الفلم، الا أن المتخصصين لا ينظرون عادة للمثل الا كجزء من مجموع الزوايا التي تكون الفلم.
وشاهد على ذلك الجوائز التي يتقاسمها شركاء العمل.
فعلى سبيل المثال فاز فلم ”لا لا لاند La La Land“ ب 6 جوائز تقاسمها طاقم العمل.
الحديث عن فلم ”إجازة ملاك“ هو حديث عن الابداع بكل زواياه.
حديث عن فريق يتحرك تحت مضلة الابداع لقطف ثمار النجاح.
يصدق على فريق العمل في الفلم قول الشاعر:
هو البحر من أي النواحي أتيته.
فمن أي زاوية اردت أن تتحدث ستجد من يستحق الحديث، وهو صاحب بصمة في عمله.
وسأذكر على سبيل المثال:
- موسى ثنيان
المخرج الفيلسوف، صاحب الرؤية، والعمل الأنيق.
ينطلق المخرج في عمله من سؤال وجودي، أيهما أهم.. الطفل القادم للحياة، أم اكرام الميت؟
ثم يختار زواياه، ويرسم مواقع نقل الحروف إلى صورة جميلة تسر الناظرين أو تبكيهم.
- علي آل حماده
كاتب متمرس، وصاحب عطاء متجدد.
يكتب للمسرح والسينما، يقدم فلذات كبده من افكار مبتكرة، أو معالجة، لتكون وقود العمل الفني المتتابع.
ناقد اجتماعي، وخبير في اقتناص الاحداث، ورسم الشخصيات.
وقد أجاد في رسم قصة الفلم، وتحريك شخصياته ببراعة.
- زينب السادة
أن يمتلك الممثل قرار تمثيل أو أداء دور قد ينعكس على شخصيته، او صورته عند المتلقي، فهذه شجاعة لا يمتلكها الا القلة.
زينب بكل شجاعة تمثل دور غاسلة موتى، تتزوج رجل أكبر منها لكي تستر نفسها.
تعيش الدور وكأنه حقيقة، وتنقل مشاعر الشخصية بصدق وعفوية.
- حسين الصادق
يمتاز عن كثير ممن امتهن العمل الفني في منطقتنا بالأكاديمية.
فقد انتقل من مرحلة المصور الهاوي إلى الاكاديمي.
درس التصوير في هوليود، فهضم كل ما يتعلق بهذا العمل، من اضاءة وصوت وما شابه.
لهذا وغيره استطيع أن أقول أن هذا الفلم يشبه عصير الكوكتيل اللذيذ بمكوناته، الشهي بطريقة عرضه.