الأمن والدفاع عن الوطن
ما قيمة الخبز حينما يغيب الأمن، بكل تأكيد عبارة تنم عن وعي ذاتي واجتماعي، لكل غيور على مجتمعه ودينه؛ لهذا فمن الضروري المسارعة من قبل كل فرد في المجتمع وخاصة الوجهاء ورجال الأعمال والمثقفين بالتعاون الجاد والحقيقي من رجال الأمن والقانون للحفاظ على الممتلكات وأمن البلد من الأيادي العابثة، التي لا هم لها إلا إثارة الرعب والفوضى داخل المجتمعات باسم الإصلاح، وهم بعيدون كل البعد عن هذه الكلمة، الإصلاح لا يتحقق بالإخفاق والسلبية والخيانة، بل بالبناء المعرفي والفكري والثقافي والاقتصادي، قيمة الأمن من أسمى وأجل القيم الإنسانية، وصدق من قال: إذا فقد الأمن فقد كل شيء، فلا قيمة للمذاهب في ظل الاحتراب والاقتتال، ولا قيمة للإنسان وللجمال والأخلاق والعيش في ظل التوتر والصراعات.
لا يعرف قيمة الأمن إلا من فقده، وبالتالي يجب تقديم سلامة المجتمعات فوق كل شيء؛ لهذا أكد القرآن الكريم على قيمة الأمن وجعلها قرينة للأمن النفسي والجسدي والاجتماعي، يقول الله تعالى «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» «النحل الآية 112».
الأمن هو حاجة فطرية، وهو أساس تقدم الشعوب والمجتمعات، وبالتالي متى ما توفر الأمن انعكس ذلك على ثقافة المجتمع، وتطور البلد نحو الأفضل، وقد أنعم الله على هذه البلاد بالقيمة الحقيقية لمفهوم الأمن والأمان بالحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومسجد حبيبه المصطفى محمد ﷺ.
أبرز مقومات الأمن الاجتماعي هي:
- سيادة القانون، فبدونه تدب الفوضى ويضيع الاستقرار.
- التكافل الاجتماعي، وهو الإسهام في التعاون والتكاتف ونشر ثقافة التعاضد والمشاركة.
- التعايش، وهو كلمة لا يختلف عليها اثنان أن الهدف واحد ومشترك، والمصير يحتم علينا الوقوف معاً، وهنا لابد لنا من وقفة نشيد بها حول ملتقى التعايش الذي عقد قبل فترة في جامعة الملك فيصل، وبكل تأكيد تصب في مصلحة الشأن العام والسلم الأهلي، ونتمنى واقعاً أن يكون هذا المؤتمر سنوياً.
- التسامح ونبذ العنف، وقد انتشر العنف في المجتمعات بسبب انحسار حالة التسامح والتعاطف والتوادد.
- الشعور بالمسؤولية، وهو هم الجميع ومبتغى كل شريف.
- التأكيد على معنى الأخوة سواء في الدين أو في الإنسانية؛ فالهدف واحد وهو الحفاظ على مبدأ المواطنة والدفاع عنه، بعيداً عن التصنيفات المذهبية والتحزبات المقيتة التي تهدم ولا تبني.
لكل فرد منا رسالة ولكن يجب علينا أن تكون رسالتنا الكبرى والأولى الحب للتربة التي ولدنا عليها وسنموت فيها دفاعاً عن الوطن، وهل هناك أغلى من الوطن؟!