ما هو الجديد في التعايش مع ذاتيته الأزلية؟
انعقاد مؤتمرات التعايش هنا وهناك على مختلف المستويات من جميع شرائح المجتمع مؤشرات إيجابية ولكن بالتأكيد واليقين أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس ليتعايشوا فيما بينهم في الجوار والتعامل بجميع أنواعه كالبيع والشراء والمداخلات التجارية والصناعية وغير ذلك فيما هو مشترك كالأعمال الوظيفية سواء الحكومية أو الأهلية وتأتي في الأولوية العلاقات الإسلامية بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى» والعلاقات الإنسانية بدليل قوله تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» والآية الأخرى «ولاتقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا» والحديث النبوي الشريف يقول «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» هذه النواة والمبادئ للتعايش، أليس كذلك أيها الإخوة وهذا ما كان ويكون عليه جميع خلق الله تعالى «الناس» أينما كانوا في هذه الأرض الواسعة في جميع البلدان العربية والإسلامية والغربية والشرقية وبهذه النواة والمبادئ يسود الأمن والأمان والخير والرخاء وهذا الوضع وهذه الحالة هي الذاتية الأزلية للتعايش.
وهذا ما عايشناه منذ ولدنا وقبل ذلك الأجداد والآباء تعايشوا من كافة المذاهب مع بعض كجيران ومعاملات وعمل وعلاقات وكل بمذهبه يؤدي المفروض والواجب في المسجد ومجالس الذكر والعلم وكما هو الحال وسيبقى كذلك وإلى الأحسن إلا أن شذوذ النفس كالتطرف والمغالاة من مجموعة أصغر من أن تذكر قلبت المعادلة وأوجدت خللا في الأمن وبالذات في المسجد الذي يتجه إليه كل مسلم لعبادة الله تعالى من صلاة وذكر وقراءة للقرآن الكريم، أن يتجه إليه الشذوذ بالتفجير مما جعل الأولوية في الأمن من الحكومة والأهالي إقامة حراسة حول كل مسجد وجعل فترة العبادة مختصرة إلى حد ما هذا هو الوضع الآن وما نراه منذ سنوات مما نراه من قتل المسلم لأخيه المسلم عمدا وسفك الدماء على مدار الساعة وتدمير الثروات العمرانية والاقتصادية والمنشآت النفعية بحجة ورغبة في جنان الخلد والحور العين فهل الجنة والحور العين تأتيان على حصد الأرواح وتدمير الأرض أم تأتيان بالعمل الصالح وتعمير الأرض فأين العقل المميز للخير والشر والسلم والحرب والأمن والأمان وأين العدالة الإسلامية والعدالة الاجتماعية التي بها مجتمعة تتحقق النواة والمبدأ للتعايش الأهلي والوطني والعربي والإسلامي وفي العالم بأسره.
أضم صوتي إلى أصواتكم أن يكون إن شاء الله تعالى هذا الشذوذ في نهاية عصره ويرتدع من لم يزل في تفكيره هذا المسلك ليعم الأمن والأمان والسلام والخير بلادنا العزيزة وبلاد العرب والمسلمين.