العلم دين يدان به
قال الإمام علي لصاحبه كميل بن زياد النخعي: "يَا كُمَيْلُ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ المَالَ. وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْإِنْفَاقِ، وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ.
يَا كُمَيْل بْن زِيَادٍ، مَعْرِفَةُ الَعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.
يَا كُمَيْل بْن زِيادٍ، هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.
هَا إِنَّ ها هُنَا لَعِلْماً جَمّاً «وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى صَدره» لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً! بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمَ اللهِ عَلَى عِبادِهِ، وَبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ.
أَلاَ لاَ ذَا وَلاَ ذَاكَ! أَوْ مَنْهُوماً بِالَّلذَّةِ، سَلِسَ الْقِيَادِ للشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَالْإِدِّخَارِ لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنَعَامُ السَّائِمَةُ! كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ".
مهما علا الإمام علي ببلاغته، إلا أنَّ هناك محطات تعد الأروع من كلماته، ولم أرَ كلمة وصف بها العلم كما وصفه علي حيث قال: ”مَعْرِفَةُ الَعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ“ وهذه من أروع الكلمات التي تؤكِّد قيمة العلم؛ فالعلم هو الذي يعرِّفك ربك، ودينك، والناس من حولك، والحياة التي تحياها.
ولذلك فالعلم هو الذي يحدِّد لك مسؤولياتك في وعيها أمام الله والرسول والحياة كلِّها، فالعلم دين يدان به، فلا بدَّ لك أن تلتزمه كخط للحياة وكطابع للشخصية وكإلتزام في الواقع تماماً كما هو الدين في التزاماته.
ولكي نقف على هذه القضية علينا أن نفهم الدين من واقعه في الحياة.
ما هو علاقة الدين بالحياة «القانون»؟
هو الذي يبين المحرمات والواجبات، القانون يتولد تلقائياً حين يلتقي الناس، فإذا حدث أن دخل إنسان كهفاً وليس فيه أحدٌ، يُباح له حينئذ أن يجلس في أيِّ مكان شاء، ولكن إذا كان فيه أحدٌ من البشر، لا يمكن أن يجلس في المكان الذي يجلس فيه الآخر، فيحرم عليه هذا المكان الذي يجلس فيه الآخر، فيكون قد تولَّد الحرام تلقائياً.
فالأطفال - وهم يلعبون - يضعون قانوناً للعبة يلتزم به الطرفان، وحين يحدث خرق للقانون ويريد البعض أن يجلس على ظهر الآخرين، هنا ينبغي أن يتدخل الوعي الإنساني الاجتماعي لوضع حد لانتهاك المحرم، وعندئذٍ تبرز مشكلة القانون في أعمق مستوياته؛ لأنَّ القانون يفترض التزام الأطراف لحماية الأفراد الذين يقع عليه العدوان.
والقانون بمجرد التفكير فيه، يتولَّد منه تلقائياً: إلغاء العنف، وإعلان الخروج من العنف، وحل المشكلات من دون لجوء إلى العنف، فمن لا يقبل ترك العنف، لا يمكن أن يدخل في عالم القانون.
والدخول إلى القانون طوعي، فلا يكون القانون قانوناً، إن لم يطبق على كلِّ الذين يدخلون فيه، فالمشكلة ليست في قسوة القانون أو لينه، وإنما المشكلة أن لا يخرج أحدٌ على القانون وأن لا يُنْقَضَ الميثاق.. ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾.
ومعنى القانون هو حماية الأفراد الذين يدخلون فيه.
والقانون هو إيقاف العنف ليكون الحل بالسلم، ولن تَحُل الديمقراطية أو المجتمع المدني في مكان يعتمد فيه الناس على قوتهم الخاصة، أو يوجد فيه أناس يؤمنون بأنَّ القوة التي عندهم هي التي ستحميهم، وليست قوة القانون وقوة الفهم.
والخلاصة: إذا سيطرت القوة الجسدية فلا شريعة ولا قانون، وإذا سيطر العلم والفهم تكون الشريعة والقانون، ولا سلطان للجسد. هذا هو الفيصل بين مجتمع العنف واللاعنف، بين الشرعية واللاشرعية.
فالقانون والعنف ينفي أحدهما الآخر، لا قانون حيث يوجد العنف، ولا عنف حيث يوجد القانون.
ف «الديمقراطية، الشورى، المجتمع المدني» هي حل المشكلات من دون عنف، وخاصة المشكلات السياسية؛ لأنه حيث تحل المشكلات بالعنف فلا ديمقراطية، وحيث توجد الديمقراطية لا تحل المشكلات بالعنف.
فأوضح شيء في الوجود ربما يكون هو أبعد شيء عن الإدراك.
ولقد ضرب القرآن مثلاً في حركة الظل على خفاء مفهوم الحركة، وكيف أنّ صورنا الذهنية تخطئ في فهم أوضح شيء وهو الشمس، فخطؤنا في الفهم لن يغير نظام الفلك، بل نحن الذين سنتغير.. وكذلك لن تتغير علاقة القانون والعنف، حين نتوهم أننا لن نستطيع أن نعيش دون عنف.. ﴿أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً * أَلَمْ تَرَى إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً﴾الفرقان: 43 - 45.
حين يتبع الإنسان هواه تكثر أنانيته وجبروته، حتى لا يرى إلا نفسه، ويبلغ به حب الذات حد العبادة، إذ يجعل ما تشتهيه نفسه شرعاً يلتزم به، وحينئذ يسجن في زنزانة نفسه، ولا يؤمن بغيرها.
فالذي يجهل تاريخ تطور المعرفة، هو الذي يمكن أن يتخذ إلهه هواه «صوره الذهنية».
إنَّ الدين والقانون ينبغي أن لا يتأسسا على أهواء الناس، أي صورهم الذهنية عن الدين والأنبياء بل ينبغي أن توزن هذه الصور والأهواء بميزان تاريخ المعرفة الذي يحكمه قانون: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾الرعد: 17.
إنّ السيد المسيح يقول - واضعاً لنا ميزاناً لمعرفة الخير من الشر، ولتمييز الصادقين عن الذئاب الخاطفة -: ”مِن ثمارهم تعرفونهم“ فهل يمكن أن نعرف من هذه الثمرة ضَعفَ الشجرة التي أثمرت هذه الثمرة الفجَّة التي تُعَقِّدُ المشكلات ولا تحلها؟
أليس «الفيتو» - مثلاً - هو دين فرعون وقانونه حيث يقول: ﴿أنا رَبُّكُم الأعَلى﴾النازعات: 24، ويقول: ﴿لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ﴾الشعراء: 29.
العلم دين:
يقول الشيخ محمد جواد مغنية: ”أي أنَّ العلم حق، وعلى كلِّ إنسان أن يدين بالحق، ويعمل به، وإنما يكون العلم حقاً وديناً مقدساً إذا خلقنا خلقاً جديداً ينهض بنا إلى حياة أفضل“.. فالعلم هو الذي يحدِّد لك مسؤولياتك في وعيها أمام الله والرسول والحياة كلِّها، فلا بدَّ أن تلتزمه كخط للحياة وكطابع للشخصية وكإلتزام في الواقع تماماً كما هو الدين في التزاماته.
فالعمل بغير علم إفساد.. وفي الحديث عن الصادق : قال رسول الله ﷺ: ”من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح“؛ لأنه عندما يتحرك في العمل فإنه يغيِّر الواقع وعندما تغيِّر الواقع على أساس الخطأ والجهل فإنَّ معنى ذلك هو أنك تخلق مشكلة للواقع أكثر من المشكلة التي كانت فيه قبل أن تبدأ العمل. وهذه مسألة لا نزال نعيشها في حياتنا، حيث نواجه من لا يبلورون الفكرة قبل البدء بالعمل ولا يتعمّقون في خطوطها وطبيعتها وإيحاءاتها.
إذن، العلم:
1. ”يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ“ فيستفيدون منه ويتحسسون حضوره معهم.
2. ”وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ“؛ لأنه يبني العقل، ويبدع الفكر، وينمي الحياة، ويرفع مستوى الإنسان، ويتحرك به في آفاق الإبداع.. فبالعلم تسيطر على حركة الحياة، والحياة من دون علم موت وجمود.. فهو يحكم والآخرون يخضعون له.
3. إليه ترجع الأمور ”وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ“.. فالعلم هو الذي يحكم الحرب والسلم والاقتصاد والاجتماع وغيرها من شؤون الإنسان، وهو الذي يضع القوانين والشرائع والبرامج والمناهج والوسائل والأساليب والأهداف.. لذلك تجد المال محكوم عليه؛ لأنّه يخضع للقوانين التي تحرّكه، ولحركة الاقتصاد، ولكلِّ شهوات الإنسان، وأما العلم فلا يخضع لأحد، بل هو يقتحم عقول الذين لا يؤمنون بالفكر ليفرض نفسه عليها.
بل إنَّ العلم قد فرض نفسه على العقول كلِّها، فإذا لم يقبل العقلُ علماً، فإنَّ العلم يلاحقه ليدخل العقل، سواء أراد أو لم يرد.
4. العلم هو القيمية الحقيقية للإنسان: الذين يملكون الملايين ويخزنونها في مصارفهم هم الذين يجمعون أرقاماً ويتحولون إلى رقم،
بل أصبح كثير من مشاهير العالم يقيمون بما يملك من المال.. ولذلك أصبح الرقم هو المعيار في التقييم، ارتفاعاً أو انخفاضاً!.
ولكن قيمة الإنسان في نظر علي في العلم.. قل لي كم هو علمك أقُل لك كم هي قيمتك؛ لأنَّ العلم هو أنت، وأما المال فهو شيء يشتريك وتشتريه.
فهل شعرت يوماً أن علياً في عداد الأموات؟.. كلا؛ ”وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ“. فهو، وإن كان غائباً عن عالم الحسّ، لكنه حاضر في المعنى والفكر، فهو يعيش في قلوبنا كمثل الضوء الذي يشرق في القلب خيراً ومحبة.. كذلك هم العلماء.
مأساة العلماء:
ثم يتطرق علي إلى مأساة العلماء ويصورها في صور عديدة:
الصورة الأولى: من يفتح للدين دكاناً فيه بعض بضاعة العلم ليبيع ويشتري، ”بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا“.
الصورة الثانية: من يستعلي بعلمه على الناس، أليس هناك من يخاطب الناس: أنا العالم وأنتم الجهلة.. أنا لا أحتاج إلى عقل ولكنني أوزّع عقلي على الناس كلّهم، أليس كذلك؟!؛ ”وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمَ اللهِ عَلَى عِبادِهِ“.
الصورة الثالثة: هو المؤمن البسيط الساذج لا ينطلق من العمق في وعيه وفهمه للأمور، ولكنّه مقلِّد في القول والعمل، فلا يملك قوة في البصيرة في دقائق الحق وخفاياه، فينقدح الشك في قلبه؛ لأنه لم يتعمق فيما سمعه من حملة الحق، فإذا جاء أي إنسان إليه، وعرض عليه ما يبلبل فكره، فإنَّ الشك ينقدح في قلبه، وهو كما وصفه علي : ”مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ“.
الصورة الرابعة: المغرم بالجمع والادّخار، وهو أقرب شيء بالأنعام السائمة، ”أَوْ مَنْهُوماً بِالَّلذَّةِ، سَلِسَ الْقِيَادِ للشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَالْإِدِّخَارِ لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنَعَامُ السَّائِمَةُ“..
وفي جميع هذه الصور يموت العلم بموت حامله ”كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ“؛ لأنَّ الناس لا تنفتح عليهم.
الحب مظهر أصيل في الدين:
لقد جاء في كثير من الأحاديث أنّ أئمة الإسلام كانوا يقولون: ما الدين إلا الحب. ومن ذلك ما جاء عن الصادق أنّه قال: ”وهل الدين إلا الحب“ ثم تلا هذه الآية ﴿قُلْ إِن كنتمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى﴾.
إذن علينا أن نقيم علاقة بين المحبة والمعرفة، ففي هذا المنظور، نعلم أنّ الإنسان جوهر قائم بذاته، يُبدع المعرفة إذ يدرك أنها ضرورة كونية. وعلى هذا الأساس، لا يستطيع الإنسان أن يبدع ما لم يكن محباً، فالمحبة القوة الدافعة باتجاه المعرفة والفاعلة في أساس الوجود..
فلو نزعنا «المحبة» من المعرفة والعلم سنرى محاكم التفتيش التي كانت نتيجة استئثار الكنيسة ومن ثم تعصبها ومصادرة الحقيقة وحكمها على الآخر بالزندقة والكفر والمروق... فالكنيسة مارست كل هذه الأمور لأنهم فقدوا «المحبة» وكذلك علماء الدين المسلمين يمارسون هذا الدور إلى يومنا هذا لأنهم فقدوا «المحبة»، ومن ثم نقول إنّ غياب المحبة تصل الأمور إلى بشاعتها وقبحها.
فالعلم نفسه إذا خلا من «المحبة» فإنّ فيه قابلية للانتفاخ والاستئثار والغرور وحينها يبدأ بإنكار أي حقيقة لا يتوصل إليها من خلال قنواته ليصل إلى إنكار الغيبيات جحداً وكفراً - هذا من الجانب النظري.
وموضوع الحب والفهم يمكن أن يكون مرادفاً لموضوع الإخلاص والصواب..
إنّ السبيل للتخلق بأخلاق الرحمن إنما يتحقق عبر إنقاذ النزعة الإنسانية في الدين، وإضاءة أبعاده الأخلاقية والمعنوية والرمزية والجمالية، وتطهير التدين من كافة أشكال الكراهية.