آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

البلدية.. عفواً لم تبتلعنا المستنقعات

جمال الناصر

كم نحن محظوظون، لقد أكلنا وابتلعنا البعوض، أطيب ابتلاع راق في أطيب مائدة طعام بأشهى الأصناف. يعقبها - الحلا - وفنجان قهوة عربية. إنه في الأسبوعين الذين انصرما وتصرما إلا من مستنقعات مياه الأمطار، قدمت بلاغًا للبلدية - بتاريخ 7 مارس - عن المياه المتجمعة في منطقة الناصرة، التي خلفت مستنقعات، لها رائحة زكية، تصلح لأن يجلس بجانبها عشيقان، يتسامران وفي يديهما زهرة حمراء - الحب تحت المطر -. ليس ضربًا من الخيال، أني أبصر ولدي - حيدر -، يداه حمراوتان منتفختان من ”قرص البعوض“، ولم تكن هي حكايا سندباد أو ألف ليلة وليلة، وشهرزاد ترويها الحكايا، حين جاءتني ابنة أختي - لجين -، تقول لي ”خالي، انظر لجسدي منتفخ من“ قرص البعوض "، ليحمر، لن أكتب عن معاناتنا من تراكم مياه الأمطار، نحن الكبار، سأكتب عن أولادنا وبناتنا، أليس حري بالبلدية أن تتفهم هذه المعاناة، هذه التراكمات المائية، لها أيام وأيام منذ زخات المطر الأولى، لمساء الخميس الممطر العاصف.

كم من ساحة كبيرة مملوءة بمياه الأمطار - يا للهول -، هل أصبحنا وأمسينا، نمني النفس بأن تأتينا سيارات الشفط، أم أنه التطور والحداثة جعلنا نترقب زراعة مائية بعد كل زخات مطر، سعيًا وراء الحداثة. لم يكن ولدي وبنت أختي، سوى عينة ورائها، تقاسي عينات كثر، كيف السبيل لإراحتنا من هذه المستنقعات، من البعوض ومرادفاتها، من الأمراض، من الكآبة التي تحتوينا ونحتويها لحد الألم. أينبغي علينا أن نرجع سنينًا للوراء، نحمل على أكتافنا ”السطل“، ونقوم بعملية شفط المياه، لقد عطف علينا ضوء الشمس كل هذه الأيام، ليقلل من مستوى المياه. نحن لا نقلل من الجهود، التي تقدمها البلدية حين المطر، التي تشكر عليها من قبل ومن بعد، لكننا مواطنون نبث شكوى معاناتنا، لتتم المبادرة، لرفعها. نهاية يا بلديتنا، يقال: خير الكلام ما قل ودل، لهذا عفواً لم تبتلعنا المستنقعات، ولم يقرصنا البعوض وأخواتها، لم يتجمع على أجسادنا، كأنه متجمع على ”بيتزا“، أبدًا لا توجد رائحة تزكم الأنوف أو تبعث المرض، إنها رائحة ذكية، تمنحنا فرصة أن نحب بعضنا، أن نعشق الرومانسية، أن تستهوينا قبلة لعينين عاشقتين.

إن مياه الأمطار المتجمعة هنا وهناك، لا تتطلب سوى أن تزورها سيارات الشفط، بمعنى آخر: هي مستنقعات، وبلغة آبائنا وأمهاتنا في أيام الزمن الطيب ”رجّوة“، التي تعني في زمانهم، بأنها مكان تتجمع فيه مياه الأمطار، فتصبح كبحيرة صغيرة -، ليست هي حفر تحتاج إلى ردم، أو طرق متكسرة تحتاج ”سفلتة“، أو هي بالأمور الصعبة على البلدية إنجازها في وقت قياسي، إنها تتطلب فقط توفير سيارات الشفط أو استخدام ”الماطور“، وصبها - المياه - في أقرب غرفة - مجاري -، في يوم أو على الأقل القليل يومان،. أن تظل هذه المياه أيامًا وأيام،، لأكثر من شهر تقريبًا أو ثلاثة أسابيع - لا أتقن لغة الأرقام -، ولكنها مدة طويلة بكونها تحتضن المعاناة. حقيقة نأمل من البلدية القيام قدر المستطاع بواجبها في شفط هذه المياه، فإن المواطن يعاني منها، لترفعوا معاناته.