عيد الأم.. قلب مسرور وقلب مكسور
عيد الأم مختلف موعده عند الشعوب، فهو ليس كعيد الحب أو يوم المرأة العالمي أو غيره من المناسبات العالمية متفق عليها في تواريخ محددة من السنة. عيد الأم وما يطلق على الأعياد الأخرى لا يُقصد بها بأنها كالأعياد المتعارف عليها عند المسلمين كعيدي الفطر والأضحى، وإنما هو يوم من أيام السنة خُصص لإبراز أهمية حدث ما كما هو الحال مع يوم الأم الذي خُصص للتعبير عن الحب والوفاء والبر بالأم وتقديم الشكر لها، وإن كانت تستحق أن تُكرم ويُحتفى بها في جميع أيام السنة.
أغلبية دول العالم تحتفل بعيد الأم في ثاني أحد من شهر مايو وبعضها في أول أحد والبعض في آخر أحد والبعض في فبراير واكتوبر وبعض الدول العربية جعلته في 31 مارس مع انطلاقة فصل الربيع، والبعض جعله يوم مولد السيدة فاطمة الزهراء .
هو يوم فرح في أي يوم كان ولكن هل هو يوم فرح وسرور لكل الأمهات؟ أم تفرح برؤية أبنائها وأبنائهم من حولها وهم يغدقون عليها بالهدايا والعطايا الجميلة والثمينة بما أنعم الله عليهم ووسع عليهم من فضله. وفي البيت المجاور أم لم تسمع بعيد الأم أو أنها سمعت به ولكنها لم تعش تلك اللحظات الجميلة السعيدة بالتفاف أبنائها من حولها لأي سبب من الأسباب؛ والتي منها فقدها أو حرمانها من الأبناء، أو جفاء أبنائها وقطيعتهم لها، أو ظروفهم المادية التي لا تمكنهم من تقديم هدايا كتلك التي قُدمت لجارتها.
الأمر طبيعي في الاختلاف ولا يملك المرء إلا التسليم والرضا والقناعة والاكثار من الحمد والشكر لله جل وعلا، ولكن لتكن لنا وقفة إنسانية في هذا اليوم لمراعاة تلك القلوب لكي لا تنكسر ونحن ندخل الفرح والسرور على قلوب أمهاتنا. قد يتساءل سائل هل يعني ذلك أن أحرم أمي هذه السعادة والهدية؟ لا.. أدخل عليها السرور وافرح وابتهج ولكن هل نحتاج أن يعيش العالم كله معنا ويشاهد كل بيت الهدايا عبر السناب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى وتبدأ الأخت تقارن هداياها مع أختها والجارة مع جارتها، ويبدأ الحسد وتتأجج الغيرة، وتمتلئ القلوب غلا؟ حينها تتحول السعادة إلى تعاسة مع الأسف وتتهم بعض الأمهات أبنائها بالتقصير وعدم التقدير والحب والبر بقياسها حجم وقيمة الهدية! والتفاتة أخرى لنراعي الوضع المادي للإخوان والأخوات لتفادي التفاوت الكبير في قيمة الهدايا المقدمة للأم ومن المقترحات الاشتراك معا كل حسب استطاعته ولو بالقليل وتقدم الهدية أو الهدايا باسم الجميع.
حفظ الله لنا أمهاتنا وآباءنا وأعاننا على برهم. ذكرت الآباء في الدعاء لأني أتوقع الكثير من ردات الفعل خصوصا بعد بعض الأطروحات والمطالبات المنتشرة في الساحة ليكون عيد الوالدين معا بدلا من أن يقتصر على الأم فقط. وسواء كان أو لم يكن فلا يتحسس إخواني الآباء فالرسول ﷺ قال: أمك ثم أمك ثم أمك، والجنة تحت أقدام الأمهات ولا يهون الآباء مع الاحتفاظ بقدرهم ومكانتهم في قلوب الأبناء.