الشيخ الصفار: وجود مؤسسة للأوقاف «الشيعية» أفضل من بقاءها على الوضع الحالي
قال الشيخ حسن الصفار ان على أبناء المنطقة السعي لإقامة مؤسسة معنية بالأوقاف الجعفرية تقوم على تنميتها وتوظيف إمكاناتها في خدمة المجتمع ضمن الضوابط الشرعية.
جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها سماحته في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الجمعة.
وجاءت الندوة تحت عنوان: ”الثروة الوقفية بين الإهمال والتفعيل“ الذي يحاوره فيها عبد الباري الدخيل.
وأشار إلى ان وجود مؤسسة للأوقاف ”حتى مع وجود أخطاء وثغرات“ إلا أنها أفضل من الفوضى الحاصلة الآن.
وأضاف أن الخيار الأفضل هو إقامة مؤسسة أهلية من أبناء المجتمع تقوم بإدارة الأوقاف، ولكن لو تعذر إنشاء مثل هذه المؤسسة، فان طلب إقامة مؤسسة رسمية للأوقاف هو أفضل من الوضع الحالي.
وأبان الشيخ الصفار إلى ان الثروة الوقفية في منطقتنا كبيرة وهائلة جدا، مشيرا إلى ان الاستفادة الفعلية منها لا يزال ضئيل جداً.
وعزى السبب الرئيس إلى عدم الاستفادة من تلك الأوقاف عدم وجود مؤسسة تعنى بشؤون وإدارة الأوقاف في المجتمع.
ومضى في القول ”ان كل الدول الإسلامية فيها مؤسسات وقفية، وهناك تفعيل جيد لها، مشيرا لوجود تجارب للشيعة في عدد من البلدان لإدارة الوقف الشيعي، حتى مع وجود بعض النواقص“.
وبين الصفار ان الأوقاف وان كانت لشؤون دينية خاصة، لكن عندما تفعّل استثمارياً فإنها تساعد في تنشيط الحركة الاقتصادية في المجتمع.
وأشار إلى ان الأغراض الدينية أغراض مهمة، والمجتمع الديني يحتاج لمصادر تمويل، والأوقاف بإمكانها ان تقوم بذلك، وبإمكانها ان تساعد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا.
وأكد سماحته ان احد المشاكل في عدم الاستفادة من الأوقاف راجع لكون الناس قد الفو التصرف في هذه الأوقاف وفق البرامج السابقة.
ولفت النظر إلى ان الكثير من الوقفيات تعطي عناوين عامة، وهي فرصة من اجل التجديد والتطوير فيها.
وأشاد بما رآه من مشاريع كبيرة ومهمة تقوم بها دائرة الأوقاف في العتبة الحسينية بكربلاء، والأوقاف التابعة للإمام الرضا في مشهد.
وأشار ان 70 ٪ من الأوقاف في منطقتي القطيف والأحساء هي مخصصة للأمور الدينية، لافتا إلى ان الفقهاء لا يعارضون توجيه ما زاد من دخل الوقف المخصص لموضوع، بحيث يصرف الفائض على موارد أخرى قريبة من المرود المحدد.
وأكد ان هناك موارد جديدة تحتاج منا الوقف عليها مثل الاهتمام بعوائل السجناء، وابتعاث الطلبة لتحصيل العلم، وإقامة المؤسسات المختلفة.
وأوضح ان على العلماء والخطباء وهم منتجي الخطاب الديني ان يتحملوا المسؤولية، وان يولو الجوانب الجديدة الاهتمام وحث الناس عليها.
ولفت إلى ان تركيز الأوقاف على الأمور الدينية في السابق راجع للخوف على الهوية، وهو ما كان يركز عليه الخطاب الديني. مؤكدا ان الظرف تغير الآن عن السابق، وهو ما يوجب السعي من اجل الاهتمام بأمور أخرى للوقف.
وأشار إلى أن السيدة الزهراء وأهل البيت كانوا يركزون في وقوفاتهم على الصدقات.
وأكد الشيخ الصفار ان المسلمين الشيعة يمتلكون ثروة فقهية كبيرة، مشيرا لوجود معاناة في تعثر وتباطؤ مسيرة البحث واستجابته لمتطلبات العصر.