آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:09 م

في ذكرى الثامن من شهر مارس

عالية آل فريد *

تحتفي الدول المتقدمة باليوم العالمي للمرأة تكريما لها ولإنجازاتها في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية. وهو مناسبة هامة لمتابعة ما وصلت إليه المرأة وما أحرزته من تقدم خلال مسيرتها الحياتية. الثامن من شهر مارس تتوج فيه مساهمات المرأة العاملة في مجتمعها ويتم فيه قياس حجم مجهوداتها والوقوف على ما حققته من مكتسبات على امتداد عام كامل من المشاركة الفعالة والنضال المتواصل. ويعد هذا اليوم أيضا فرصة لمراجعة الإستراتيجيات والأهداف المستقبلية التي تطمح اليها الدول وتتطلع نحو تحقيقيها المؤسسات المدنية لتحفيز المرأة ودعم مسيرتها التنموية وجعلها تحظى بالمساواة وتحقيق العدالة في كافة الفرص التعليمية والوظيفية والقانونية وغيرها.

في هذا اليوم ومع تنامي تطور مسيرة المرأة السعودية وتمكينها برغم التحديات التي تواجهها وتنتقص من حقوقها فهي تعمل جاهدة لشق طريقها للمطالبة بحقوقها كاملة ساعية لنيلها وضمان حمايتها رغم ما يعترضها من عثرات.

ها هي المرأة اليوم تنهض بواقعها وتبث إبداعها وتثبت حضورها في مختلف المواقع في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية وتفخر بتفوقها ونجاحاتها في المجالات العلمية والطبية وفي عالم المال والمشاريع والأعمال وفي تبوأ المقاعد القيادية، بالإضافة إلى دورها وريادتها في الأعمال التطوعية والخيرية وفي إنعاش الحركة الثقافية والإجتماعية الأدبية الفنية تزامنا مع مرحلة التحول والتطوير التي تشهدها المملكة.

إننا في الوقت الذي نفخر فيه بما صنعته المرأة السعودية من إنجازات وحازت عليه من مكتسبات، في ذات الوقت لا يفوتنا أن نقدر سيدات المجتمع السعودي اللاتي تركن بصمتهن.

في ذكرى الثامن من مارس أقدم تحية لكل نساء العالم، والف مليون تحية لكل سيدة ناضلت وكافحت في الحياة عانت فأنجزت وعملت فأبدعت، وتحدت فنجحت وصبرت فظفرت،، لكل سيدة وام أصابها الوهن ضعفت يوما ما وتعبت وبكت حابسة دموعها لتكمل مسيرتها في العطاء ولتمنح أبناءها وفلذات كبدها القوة والثقة والأمل واستمرت بعدها شمعة يضيئ نورها للجميع دون مقابل.

وأخص بالتحية المرأة السعودية؛ أم الشهيد وزوجة الشهيد وإبنة الشهيد اللاتي قدمن أثمن ما يملكون دفاعا عن الوطن. تحية للجدة والخالة والعمة التي كانت تستيقظ منذ مطلع الفجر حاملة كومات الملابس والثياب فوق رأسها متجهة لغسلها عند أبعد نبع من الماء، وعندما تنتهي تعود محملة بأعواد الحطب وسعف النخيل بعد الشقاء في جمعها لتوقد النار لتعد الطعام لأسرتها وعائلتها.

تحية لكل إمرأة فرشت بسطتها في السوق لتبيع الحلويات والبليلة ومحاصيل الخضرة والفاكهة أوالملابس لتعين زوجها حتى أصبح تاجرا أورجل أعمال ناجح. تحية لكل سيدة سهرت وثابرت لمتابعة الدروس والمذاكرة مع أبنائها ليتخرجوا مهندسين وأطباء ليكتشفو حينها أن والدتهم كانت أمية تجهل القراءة والكتابة. تحية لتلك المرأة التي كانت تبيع اللبن والحليب لتربي خمسة من الأيتام من خير ثلاث بقرات وريع عدد من الأغنام لتخرّج ثلاثة معلمين وطبيبات،،، تحية لجارتنا، تلك المرأة الكفيفة التي كانت تجمع بناتها ونساء حارتها لتروي لهم حكاياتها حتى منتصف الليل لتغرس فيهم الفضيلة والقيم وحب الخير حتى أصبحن واجهات المجتمع في قيادة الأعمال الخيرية،، ألف تحية لكم جميعا.

ربما لم يحالفكن الحظ في التعليم وفي اللحاق بركب التطور وتعلم فنون التربية والمناهج الحديثة، وقد تشققت أيديكن واحترقت وجوهكن من حرارة الشمس وقسوة الزمن، ولم يشهد زمنكم الموبايل والفيس بوك والإنترنت، ولم تعهدو الموضة والليزر والتاتو لكنكم كنتم أسس المجتمع وتاج رأسه تنحني لكم الهامات إحتراما وتقديرا لجهودكم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عادل عاشور
[ القطيف ]: 25 / 3 / 2017م - 9:02 ص
احسنتم استاذة بهذه الاشادة والثناء والشكر والتقدير لكل النساء وبالخصوص ربات البيوت اللاتي قدمن الكثير خلف جدران البيوت دون ان يعلم بهن احد . تلك الامهات المكافحات والمجاهدات الصابرات . هن فعلا يستحقون الثناء الكبير كما تفضلتهم . لأن المجتمع قد يغفل عن دورهن الكبير والبعض قد ينتقص منهن لانهن ربات منازل او ربات بيوت ويعد ذلك منقصه .
وبالعكس هن من صنعن الاجيال وهن من تحملنا الكثير . علينا فعلا ان نشيد ونرفع من شأنهم وقدرهن ولا ننتقص من هذا المسمى كما يحلو للبعض ذلك .
ربة المنزل قد يكون لها دور اكبر واعلى ممن هن في الخارج حتى تتضح الصورة اكثر .
جزاكم الله خير الجزاء وادام الله قلمكم الكريم .
كاتبة وباحثة سعودية «صفوى».