تسعة أعشار التعليم تشجيع
الحاجة للتعلم هي صبر بحد ذاته ولا يمكن تحقيق نتائج إلا بالتحفيز والتشجيع على تخطي الصعاب ومع الأسف يعاني كثير من الطلبة والطالبات من غياب كلمة أنت مبدع، أنت مميز، أنت رائع هي كلمات بسيطة وواقعية وتحمل في نفس الوقت قوة جبارة من النشاط والتأثير النفسي والجسدي، فبعد مضي البرنامج المدرسي تأتي المتابعة الدراسية التي تتطلب نفساً عميقاً للمذاكرة وهي مسؤولية مشتركة إلا أن الأم في وجهة نظري تتحمل جزءا أكبر كونها هي الأقرب لهم من الأب ولوجودها لساعات طويلة أمامهم. غياب التحفيز يبعد أبناءنا من الانصهار في لب المذاكرة والمراجعة الدراسية فهم ليسوا أغبياء حتى نعزز الغباء فيهم كل ما في الأمر الوقوف والليونة معهم. كم طالباً فشل دراسياً والسبب يعود لكلمة قاسية زرعها أبواه أو معلمه في يوم من الأيام وهو أكبر خطأ يرتكبه أغلبهم وهو الاستسلام بسرعة، علينا أن نعي أن المسيرة التعليمية مسيرة قاسية ولذيذة في نفس الوقت لو أحسن التعامل معها.
هناك دراسة أجريت على الأطفال في عالمنا العربي تقول بأن 500 كلمة سلبية تُقال للطفل في عالمنا العربي في حين من 50 إلى 60 كلمة إيجابية فقط تقال له، في حين تجد الكلمات التشجيعية تغرس في النفس الإصرار على فعل الأمر بطريقة جيدة أكثر وتزيد من إبداع الطفل وتغرس ثقتهم بالنفس كثيراً، فمن الطبيعي أن نجدهم يجهلون أساليب الحوار وثقافة التعبير عن آرائهم بين الكبار من حولهم. يقول بنيان الحجاجي إن العوامل الخارجية في حياتنا اليومية لها تأثير كبير على سلوكنا وتصرفاتنا وعقولنا، ومع الأسف حتى الإعلام اليوم يؤثر على أحاسيسنا وعقولنا إما بالسلب أو بالإيجاب، لا سيما الإعلام المنحط الذي يتهاوى كثيراً، وأخص بالذكر مسلسلا هابطا عرض على قناة سعودية يصور الابتعاث بأبشع صورة لينتقص من طلبة العلم من المبتعثين والمبتعثات الذين يرفعون الرأس ويفخر بعقولهم العجم قبل العرب وهم يسيئون لهم بتشويه سمعتهم وزرع الكلام السلبي عنهم وغير الواقعي وشحنهم بالأفكار اللاأخلاقية مما قد يؤثر على نفسيات البعض، ليتهم يصورون الحقيقة أو ليصمتوا بدلاً عن الثرثرة، فالكلمة لها تأثير قوي جداً على سلوك ونفسية الإنسان كتأثير السحر والإنسان محاسب على كل كلمة ينطق بها لسانه!. إذن قوة الكلمة والتشجيع لهما مفعول سحري وجبار وهما لا يكلفان شيئا سوى النطق بهما بعذوبة واحترام. كل ما يخرج من أفواهنا سيكون في المستقبل القريب نجاحا متجسدا في أبنائنا وبناتنا، هم فعلاً يستحقون أكثر من كلمة تشجيع فلا تبخلوا عليهم.