آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

صرختي.. قبل رصاصة الرحيل

محمد التركي *

سأكتب كلماتي هذه دون أن أُزيّنها بالعبارات المنمّقة او المصطلحات الرنانة، بل سأدع الروح تحكي وحدها دون أن يملي عليها أي عضو آخر في الجسد شيئًا، فلعل بذلك تصل الصرخة لكل ضمير، ليفيق المجتمع وييتدارك خطورة الحال.

بلا شك هي العناية الإلهية من حفظت روح المهندس نبيه البراهيم من الإزهاق، وهنا أيضًا إرادة إلهية.. فضحت زيف من يريد أن يستخدم التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقلب الحقائق لتمرير مخططات إرهابية، تهدف لزعزعة أمن المجتمع، ومحاولات بائسة لخلْق صدامات مع الدولة بشكل او آخر، حيث شاهد الجميع منذُ البارحة كيف وظّفت تلك العصابة المجرمة تلك الوسائل لمحاولة تضليل الرأي العام، ومحاولتهم قلْب الحقائق والتشويش على تفاصيل محاولة اغتيال المهندس البراهيم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على الخبث والمكر الذي يتعاطى به هؤلاء من بقايا الشلل الفاسدة، الذين ترفضهم الأرض التي هم عليها، فبعد أن بارت تجارتهم وبان للناس عفنها وفسادها وضح التخبط الذي يعيشونه والذي هو بداية لدحرهم بإذن الله تعالى.

أرى بأن محاولة اغتيال المهندس نبيه هي فرصة سانحة لجميع أفراد المجتمع بأن يصرخوا بل يقفوا صفًّا واحدًا ضد هؤلاء العابثين الذين سلبوا منّا الحرية بمختلفها والتي من أبسطها ”حرية الرأي“، حيث حاولوا تغليب قوّة السلاح والعنف بمختلف أنواعه على قوة العقل والمنطق، فراحوا يستهدفون كل من يكفر بأباطيلهم التي زادت حال المجتمع سوءً. وإنّ ترك الساحة لهؤلاء الحثالة لهو أمر باتت عواقبه وخيمة على الجميع، وأجزم بأنه لم ولن يستثن من تلك العواقب أحدًا، وفي الوضع الطبيعي لمثل هذا أن يجهد الجميع كل من موقعه ليبيَن موقفه ورأيه من هذه الأعمال الإرهابية التي باتت ظاهرة تستشري في المجتمع القطيفي حتى صار التغنّي بالأمن والأمان مجرّد حكاية من حكايات ”كان يا ما كان“.

ماهو مؤسف حقيقةً هو القفز على الواقع المر الذي يُراد له أن يُفرض علينا، وهنا أقول: إن كنّا نريد حقًا القضاء على تلك الظاهرة علينا أن نعترف بوجودها «أي ظاهرة العنف واستخدام السلاح»، وأن لا نسمح لكائنٍ من كان أن يصطنع لنا الأعذار ويبررها، فما عاد السكوت ولا المجاملات تجدي نفعًا، فالدماء وأُزهقت والأمن الذي كنّا نتغنّى به سُلب منّا، فماذا ننتظر أكثر لكي نتجه صوب الطريق الصحيح لإستعادة عيشنا الآمن الذي استبدل بأشباح تطاردنا ليلًا نهارًا؟!.

آمل أن توقظ صرختي هذه ضمائرنا قبل أن يقتلها الإرهابيون الذين يتسنحون الفرص لقتل البشر والحجر، بأسلحتهم الملوّنة بشعارات العزّة والكرامة، فيما هي محشوة بالذل والجبن والعار الذي طُبع على جباههم.

محرر صحفي