الثامن من مارس - يوم المرأة العالمي -
يحتفل العالم في هذا اليوم - الثامن من مارس - بعيد المرأة العالمي. هذا اليوم الرمز الذي يختز ل في طياته صور ونماذج وطرق مختلفة وعبر عشرات السنيين عن نضال المرأة للحياة في مجتمع خالي من الظلم والاضطهاد والدنيوية، وفي سبيل المساواة بين الجنسين حقوقياً واقتصادياً. لم يحدث هذا النضال فقط بصورة منظمة ومن خلال منظمات حقوقية ووأحزاب سياسية، وانما ايضا بصور عفوية وباحتجاجات فردية وجماعية ذات مقاصد مختلفة، ولكنها في مضمونها كانت تعبيرا عن رفض واقع البؤس ومعاملة المرأة كأنسان من درجة سفلى.
ان تثبيت الثامن من مارس كيوم عالمي. للمرأة ما هو الا محطة تتوقف أمامها البشرية للتمعن في وضع المرأة في عالم اليوم ومدى ما أنجز نحو تمكينها.؟ فتمكين المرأة الذي أقرته الامم المتحدة ووافقت عليه حكومات العالم يعني ان على هذه الحكومات ان تتبنى وبصدق سياسة شاملة تجعل المرأة عضواً له كامل الحقوق في المجتمع كما للرجل، وان يتم ازالة أو إلغاء كل اعاقة سياسية وحقوقية واقتصادية تمنع من الوصول الى هذا الهدف.
لقد أتاح الإقرار بالثامن من مارس كيوم رسمي للمرأة عالميا ً ان توفرت لدى المرأة ولكل المؤمنين بالمساواة بين الجنسين المادة الحقوقية التي تساعدهم لبلوغ مساعيهم. كما انه على المستوى الوطني والمحلي أتاح لهذه القوى تقييم الاعمال والاجراءات التي اتخذتها حكوماتهم في هذا المنحى، وهل هناك التزام فعلي وملموس «وليس شكلي او إعلامي» من قبل حكوماتهم بتمكين المرأة؟.
إن مراجعة سريعة لما يحدث اقليمياً بهذا الخصوص يجد ان ما تم بهذا الخصوص لا يزال خجولاً، وان هناك حكومات لا زالت مترددة او متعثرة في الطريق نحو تمكين المرأة، وان معاناتها من التمييز والتفرقة لا زالت باقية ومستمرة وبصور جديدة أيضاً لم تكن معروفة من قبل. بل ان المرأة التي تعيش في مجتمعات يهيمن عليها الاستبداد السياسي وتنتهك فيها حقوق الانسان وتصول وتجول فيها أشكال التمييزالطائفي والقبلي والمناطقي تعاني من اضطهاد مزدوج، مما يفاقم من معاناتها ويبقيها عرضة للنتائج المدمرة من هذه الأوضاع، جاعلة إياها امرأة مهمشة لا تستطيع القيام بواجباتها في خدمة اسرتها ومجتمعها كما يفترض وكما هو الهدف من اجل تمكين المرأة. ومن هنا فأن الاعتماد فقط على الحكومات لوحدها لتغيير هذه الأوضاع ليس كافياً، بل ولابد من ان تواصل كل قوى الخير والتقدم والمحبة لخير ورفاه مجتمعاتها مساعيها بشتى السبل لدفع حكوماتهم نحو المزيد من الإصلاحات والتحديث في مجموعة النظم والقوانين والممارسات اليومية كي يمكن الوصول الى الأهداف الجليلة التي تبنتها منظمة الامم المتحدة بهذا الخصوص.
ان المرأة السعودية التي اثبتت انها قادرة على تحمل مسؤولياتها في خدمة وتطوير مجتمعها في حاجة ماسة نحو المزيد من إجراءات التمكين كي يتاح لها الانطلاق ووالعمل بحرية في كافة المجالات لتسهم كما يسهم الرجل في بناء مجتمع ووطن عصري يسير بخطئ حثيثة نحو التقدم والازدهار. فتقدم المجتمعات لا يتحقق دون ان تكون قاطرة التقدم تسير على قضبانين «المرأة والرجل» متساويين وبنفس الاتجاه.
تحية للمرأة في بلدي، تحية للمرأة التي من حقها ان تحظى بكل ما يمكنها ان تكون مواطنة كاملة الحقوق في وطن يحب ويحترم ابناءه وبناته دون تفريق وتمييز مهما كان شكله ومظهره ونوعه. كل الأماني للمرأة في بلادي ان يكون مستقبلها زاهر بتقدم وطنها وسعادة شعبها. وكل عام وهي بخير.