آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

أبناؤنا وثقافة العطاء

عبدالله الحجي *

في مبادرة رائدة من متوسطة حذيفة بن اليمان تم تنظيم برنامج تطوعي تحت شعار «على الخير أعوانا» قام فيه أبناؤنا الطلاب بالتبرع العيني للأيتام والفقراء عبر التنسيق مع مركز حي الملك فهد التابع لجمعية البر بالأحساء.

البرنامج هو جزء من برامج الشراكة المجتمعية بين مختلف الجهات والمؤسسات التي تسعى للتكاتف والتكامل للرقي بالخدمات التي تخدم الصالح العام، والتميز لما يجلب السعادة، ويغرس القيم والمثل العليا. هذه المبادرة لها أثر عميق في غرس حب العمل التطوعي في نفوس أبنائنا وتعميق حب البذل والعطاء واستشعار ألم الفقر والحرمان والعوز الذي يعانيه إخوة يعيشون من حولنا يبحثون عن لقمة العيش وعن مسكن يأويهم ولباس يسترهم وبيئة مريحة تكفيهم حر الصيف وبرد الشتاء، وما يحقق لهم شيئا من السعادة، ويكون لهم بلسما يخفف آلامهم ويضمد جراحهم التي تعكر صفو عيشهم.

هذه المبادرة جعلت الأبناء يتواصلون مع آبائهم ليوفروا مختلف الأطعمة العينية التي قدموها لإدارة مركز حي الملك فهد التي كانت متواجدة في المدرسة بدعوة كريمة من إدارة المدرسة. لاشك بأن كل أب يشعر بالسعادة والفخر بأن يتربى ابنه على هذه القيم والمبادئ والمثل الإنسانية، والأخلاق السامية التي تشكل قاعدة رصينة للبناء والعطاء والعمل التطوعي، ليكون فردا فاعلا في المجتمع ويستشعر طعم الحياة عندما يعطي بلا مقابل ولا يكتفي بالأخذ فقط.

إنها المبادرة الأولى في الحي وليس عيبا بأن نستثمر المبادرات الايجابية ونطبقها على نطاق أوسع في مختلف المدارس بمختلف مراحلها لنشر هذه الثقافة وتعريف أبنائنا الطلاب بمراكز البر ودورها في القيام بدور رائد في الوساطة بين المعطي والمحتاج، وما هو أكثر من ذلك في السعي الحثيث بتقديم البرامج التنموية التي من شأنها التقليل من نزيف توريث الفقر إلى الأبناء، والمساهمة في تحويل الأسر من أسر محتاجة إلى أسر فاعلة. ولكي لا تكون بذرة واحدة تغرس وتهمل بلا رعاية، جميل في أن يصطحب الأب ابنه إلى هذه المراكز والجمعيات ليعرف طريقها ويرتادها بنفسه ويكون له اشتراك شهري بما تجود به نفسه وما يستطيع عليه حتى لو بعشرة ريالات تجعله على تواصل مستمر منذ الصغر.

الشكر الجزيل لصاحب المبادرة الأستاذ بندر السماعيل ولإدارة المدرسة بقيادة الأستاذ أحمد المحارف ومنسوبيها، وشكر خاص وتقدير لكل طالب شارك في هذا البرنامج المميز بالكثير أو القليل. والشكر موصول لإدارة مركز حي الملك فهد ومنسوبيه على جهودهم المتضافرة لخدمة الأيتام والمحتاجين.