آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

شقراوات الرايخ الثالث

جلال عبد الناصر *

من يقرأ تاريخ ألمانيا ويتعمق في فكر الفوهرر أدولف هتلر سوف يتعرف إلى الكثير من الأسرار التي غابت عن عناوين الصحف وتلاشت مع صوت ماكينات الطائرات التي دكت لندن وأحرقت باريس. فخلال الحرب العالمية الأولى إي سنة 1914 كان هتلر في العشرينيات من العمر وحينها كانت أفكاره في مرحلة المخاض والتي ما أن تزعم حزب العمال القومي الاشتراكي حتى أصبحت وليدة. والتي باتت واضحة للجميع حيث أنه كان يملك الرغبة الجنونية في احتلال العالم وأن يجعل من العرق الألماني سيد الشعوب. إلا أن من بين تلك الأفكار التي لا يعرفها الكثير عنه غير الألمان أنفسهم. هي أن المرأة الألمانية في نظره كانت الباعث للقوة والقلب النابض للنهضة في ألمانيا.

فلكم وقف ”أدولف هتلر“ في ساحة ميونخ ومن خلفه الصليب المعكوف هاتفا للحشود ”يجب أن نقف صفا واحدا كي نعيد مجد ألمانيا“ وكان يبعث الروح لكل من يصغي إليه وفي كل مرة يقف فيها كان يشيد بالمرأة الألمانية ومن ضمن عباراته الشهيرة ”من رحم شقراوات ألمانيا يخرج الرجال“. ولعل ما كان يعكس اعتقاد هتلر هو أن الجيش الألماني كان يعج بالشقراوات أكثر من غيره من الجيوش. فقد كان يمنحهم الثقة ويوفر لهم الخدمات خلال فترة خدمتهم في الجيش كأن يضع لهن مربيات للأطفال أو مدرسين كي يقوموا بمتابعة أطفالهن فيما يخص الأمور الدراسية. والعكس من ذلك كانت بعض الدول الأوربية مازلت تتخبط في دور المرأة في مدى قدرتها على إدارة بعض المهام التي أعتاد الرجال أن يقوموا بها. ولعل المعلومة التي لا يعرفها الكثير بأن هتلر أحتضن طفلة في عام 1937 وقبلها على يدها قائلا لها ”أرى فيك أحلامي“.. وتحولت تلك الطفلة إلى محط أنظار الصحفيين في ألمانيا لفترة طويلة حتى أظهرت الكثير من التحقيقات الصحفية بأن تلك الطفلة ما هي إلا المستشارة ميركل.

في الحقيقة نحن لا نملك شقراوات ولكننا نملك البديل وربما الأقوى فلدينا السمراوات. واللائي أثبتن جدارتهن على إدارة الكثير من الجهات. وأثبتن بأنهن لا ينقصهن أية إمكانيات في حال توفرت الفرصة. فالأنثى تظل جميلة ومربية وفاتنة أيضا سواء أمسكت بين أناملها إبرة خياطة أو مدفع رشاش. وخولة بنت الازور التي أنقذت أخيها ضرار حينما وقع في الأسر قد خرجت من رحم عربي أصيل و”راوية عطية“ كانت أول ضابط في الجيش المصري عربية أيضا قد خرجت من رحم الناصرية.

نحن بانتظار أن تلعب المرأة دور أوسع في الجانب الأمني. مادامت تملك القدرة على ذلك. وإن وقفت المرأة في طليعة الجيش فسيخرج من أحشاءها رجالات كطارق بن زياد وعقبة بن نافع.

اختصاصي نفسي في مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام