آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:15 م

بعد ثلاثة دواوين آل ابريه يطلق إصداره الرابع كتاب «حكاية الموال»

جهات الإخبارية

أصدر الشاعر يوسف آل ابريه كتابه الرابع «حكاية الموال» بعد ثلاثة دواوين شعرية ويتناول فنون الموّال وأشكاله، من إنتاج مركز تبارك وطباعة دار أطياف للتوزيع والنشر بالقطيف.

وجاء الكتاب في 300 صفحة زينتها لوحة للتشكيلي علي الجشي من إنتاج مركز تبارك وطباعة دار أطياف للطباعة والنشر بالقطيف، وتضمن فنون الموّال وأشكاله والتي بلغت 99 فناً أو شكلاً إضافةً إلى نبذة حول الموّال، ونشأته، وأنواعه، وتركيبته، كمدخل للفنون والأشكال الموالية.

وقال مؤلف الكتاب يوسف آل ابريه ل «جهينة الإخبارية» أن الكتاب برمته يتضمن فنّ الموّال، ذلك الفنّ القديم المتجدّد، والمثير في نفس الوقت، ويتحدث بالذات عن فنون الموّال وأشكاله المتعدّدة، فالموّال لم يعد مقتصرًا على نمطية واحدة، وإنّما هو في حالة متجددة لا تتوقف، وهذا جعله بارزا متوهجًا، لدى شعرائه ومتذوقيه.

وأضاف «لم تكن كتابة ”حكاية الموال“ بشكل متواصل، وإنما حسب الظروف والمطالعة والوقت، فكلما اطلعت على كتاب أو بحث أو موضوع يتناول الموّال، ووجدت فيه ما يصلح أنيُدْرج في خانة فنون الموّال، أو أشكاله ألحقته بالدراسة، ولعلي ومن باب التقريب أقول بأنه استغرق ثلاث إلى أربع سنوات».

وأكمل القول بأن الموّال بالذات لم ينل من الدراسات الحقيقية في منطقتنا، وبالذات المنطقة الشرقية بالسعودية اهتماما كبيرًا، ولعل الذين تصدّوا لكتابته قلائل، والمؤلفات التي تناولته تناولاً قيماً قليلة.

ورد في سؤال لجهينة عن سبب اختياره لهذا الفن من بين فنون الأدب على الساحة الشعرية أجاب بأن الموّال بالذات لم ينل من الدراسات الحقيقية في منطقتنا، وبالذات المنطقة الشرقيةبالسعودية اهتماما كبيرًا، ولعل الذين تصدّوا لكتابته قلائل، والمؤلفات التي تناولته تناولاً قيماً قليلة، لهذا ومن باب حبّه للموّال خاض هذا البحر الجميل، مع العلم إنّ له نظرات أخرى ومطالعات في موضوعات عدّة.

وأشار إلى أنها هي تحتاج إلى البروز، ريثما يحالفها الحظ والظرف والفرصة، ثم «إنّ الموّال هو الرئة التي عاش بها آباؤنا وأجدادنا في نهمة اليامال، فحريٌّ بي إذن أنّأسلط الضوء على هذا الفنّ المتأصل في بحرنا وسواحلنا وقلوبنا».

وتحدث الكتاب عن الموّال فقال «هو بالنسبة لي حياة ونبض، فهو الفنّ الأصيل الذي بإمكانه أن يستوعب كل القضايا الحياتية؛ لما يحمله من شحنات، ووزن أخّاذ، وأصالة متجذّرة، أمّاعلاقتي به، فهي علاقة المحب بمحبوبته، فهو أنيسي في وحشتي، وهو سميري في غربتي، وهو النبع الذي لا أملّ من وروده، كان ولا يزال الهاجس الذي يثيرني ويحركني».

وبين أن الموّال كان في فترة من الفترات شبه ميّت، ولا يذكر إلا لمامًا هنا في منطقتنا، الأمر الذي دفعه إلى المبادرة والتركيز عليه وإشعاله من جديد من خلال فتح موضوعات حوله في المنتديات، وكانت خطواته ولله الحمد موفقة.

وأشار إلى أن الحضور المجتمعي للموّال في القطيف قويٌّ، وله محبّوه، ومريدوه، لأنّه يلامس مشاعرهم، ويداعب وجدانهم، ولعلّ الذائقة الجديدة شغوفة لهذا الفنّ الذي يمثّل أصالتها، ولذا هو حاضرًا في مناسباتهم الدينية، وأفراحهم، وأحزانهم، وفي أوقات تسامرهم، وحنينهم.

وعن أبرز شعراء الموّال في المنطقة قديمًا قال المؤلف «هم شعراء جزيرة تاروت، ومنهم: عيسى بن محسن التاروتي، وحمد الحمود، وراشد الفاضل، وفهد بن سالم، وعلي بن عيسى آلحسن وغيرهم».

وتابع القول بأن المعاصرون فكثيرون أيضاً، ولعل أبرزهم الآن هم «شعراء سنابس بلا مبالغة، فلو قمنا بعملية إحصائية لرأينا عدداً وفيرًا في هذا المجال منهم، وأذكر كأمثلة لما أقول الشعراء: علي الدرازي، وياسر المطوع، وحسين المحاسنة، ومحمد علي تلاقف، وأحمد الطوال، وأديب اليوسف، وعلي الدرورة، وعبدالله الكزاز، ويوجد كذلك شعراء موّال بتاروت كالشاعر حسن الأمير وعيسى العلق».

وأجاب عن علاقة المرأة بهذا الفن بقوله «هذا سؤال مثير وجدير بالتأمل والتوقف، بالرغم من أنّ الموّال بدأته امرأة في عصر الرشيد تنعى مواليها، إلا أنّ هذه الشرارة استلمها الرجال دونالنساء، ويخيّل لي بأنه ترسّخ مفهوم خاطئ حول الموّال مفاده أن من يتناول الموّال هم فقط الرجال، لكونه فن ذكوري، وأما المرأة فلا يناسبها هذا الفن ولا يلائمها».

ونوه إلى ضرورة أن تخوض المرأة جميع الفنون الشعرية، سواء الفصحى أو العامية، لتثبت جدارتها وحضورها، وما الموّال إلا تنفيس، والمرأة يناسبها هذا الجو، بل يوافق هواها، «ولكن لا يفوتني أن أشير بأنني رأيت كتابات نسوية لفن الموال قليلة، ولو تمكنت إحداهن من إخراج ديوان للموال، فسيكون لها قصب السبق، فعلى حدّ علمي لم يتبارك هذا الفن باسم امرأة يتزين بها، وتتزين به».

يذكر أن آل ابريه سبق وأصدر ثلاثة دواوين شعرية وهي «ديوان شعبي حول الموّال بعنوان ”روحي سفينة عشق“ وقد ضمّ مئتين وأربعة عشر موّالاً، ديوان فصيح جلّه في الغزل بعنوان ”حيث أنا“، ديوان صدر مؤخراً يشمل أبوذيات مولّدة من الشعر الحسيني الفصيح بعنوان ”تلوتك شعرًا“، إضافةً لمجموعات شبه جاهزة، كدراسة حول الأبوذية بشكل فنيّ جديد، ومختارات كثيرة لفنون عدّة، وكذلك دراسات حول الشعر الفصيح».