جمعة: ”المهارات الناعمة“ عنصر اساسي لرسم التوقعات المستقبلية
قال الرئيس التنفيذي وكبير الإداريين بشركة أرامكو السعودية سابقا عبد الله بن صالح جمعة إن المملكة محط اعجاب ونظر العالم، لوفرة موارد الطاقة وثراء وتنوع التراث الثقافي، وبالتالي بإمكانها ان تستفيد من مواهب شبابها في ازدهار بلادها والبشرية جمعاء.
جاء ذلك في ورقة عمل تقدم بها امام منتدى الفرص الاستثمارية بالقطيف امس حيث قال إن المملكة قادرة على الاستفادة من مهارات ومواهب الجيل الصاعد من الشباب السعودي الذي يتصف بأنه اكثر انفتاحا على التغيير وترحيبا ببيئة العمل المرنة والسلسة، نظرا للتمرس في اداء مهام متعددة في آن واحد، بالإضافة للقدرة على هدم الجدران الوهمية التي صنعتها بعض المجالات المهنية حول انفسها.
واكد بأن الاستثمار في المهارات التقنية والقدرات الهندسية والتحليل العلمي والمنطقي اضحى مسألة حتمية وضرورة ملحة لا تخطئها العين، إذ اصبحت الحقول المعرفية من علوم وتقنية وهندسة ورياضيات في غاية الاهمية.
وأشار الى أن هذا التعقيد يتطلب ”المهارات الشخصية الناعمة“ القادرة على استنباط النماذج ووضع التوقعات وسعة الخيال والافاق وتنوع المعارف.
وشدد على الحاجة لكفاءات على درجة عالية من الذكاء الانفعالي أو العاطفي وليس مجرد خبراء فنيين ودراسين متفوقين نظريا.
واضاف بأن الاقتصاد السعودي يحتاج الى تيار متدفق ومستمر من المواهب والمهارات للعمل في بيئة متعددة الثقافات والقدرة على ايصال الرسائل والتفاوض لعقد الصفقات التجارية ببراعة مع الالمام بالأمور الفنية والقانونية والمالية.
واشار الى ان الموارد البشرية اهم عامل للنجاح في الاوقات المضطربة، معتبرا ان الثروة البشرية اكثر ميزة تنافسية للشركات والاقتصاد.
وذكر ان تنوع الأعمال والاستثمارات يساعد غالبا على الصمود في اوقات الاضطرابات والتقلبات، فالشركات التي تتبنى هذه المنهجية بإمكانها توسيع نطاق استثماراتها وتحويل الاضطرابات الاقتصادية أو حالات الغموض التي تكتنف الظروف المالية لصالحها.
واعتبر ان التكنولوجيا أحد المقومات الأساس الأخرى للنجاح، حيث تساعد على انجاز الأعمال بقدر أكبر من الكفاءة والفعالية، وتعزيز النفوذ على الصعيدين الاقليمي والعالمية، بالإضافة إلى القيام بأعمال أكثر أمانا واستدامة ومسؤولية.
وأكد، أن التقنية ليست سوى اداة ووسيلة لتحقيق غاية معينة لا أقل ولا أكثر،
وذكر أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولا في من التجارة الحرة إلى التجارة الحمائية ومن التعاون والتكامل عبر الحدود إلى تبنّي سياسات تعلي المصلحة المحلية الضيقة، وتنشر خطابا يدعو الى الاستقلالية والعزلة الاقتصادية، ومن المفارقات العجيبة ان المستثمرين الذين كانوا يرون حجم المخاطر كبيرا في النامية أصبحوا يرونها أكبر حجما في الاقتصادات المتقدمة.
وقال إن فترات التغير والاضطراب هي فرصة مواتية للنمو والابتكار، وبالتالي فإن المجال متاح للتفكير من جديد للتعرف على طرق مختلفة لمزاولة الأعمال، وإقامة علاقات اقتصادية وشراكات تجارية جديدة، على الرغم من ارتفاع مستوى المخاطر والغموض الذي يواجه رجال وسيدات الاعمال.
ودعا الشركات والهيئات ابداء قدار اكبر من المرونة والسرعة لمواكبة التغير المتسارع في الاحداث.