آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

«حواف» تكرم ”شمس علي“ على مسرح الثقافة والفنون بالدمام

جهات الإخبارية حمزة النمر - الدمام

أقامت جماعة حوافّ الإبداعية مساء الخميس على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام أمسية احتفائية بالأديبة شمس علي الحمد عرفانا وتقديرا لما قدمته للأدب والثقافة من إنجازات نتيجة همتها العالية وعملها الدؤوب في الجانبين الأدبي والصحفي.

وتعد شمس علي أديبة وصحفية سعودية عملت في المجال الصحفي لجهات عديدة كجريدة الحياة ومجلة الخفجي وجريدة الجزيرة وصحيفة العربي الجديد ومجلة القافلة التابعة لأرامكو ومجلة المعرفة الصادرة عن وزارة التعليم العالي وغيرهم بالإضافة للنشاط الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي.

وصدر لها إلى جانب عملها في المجال الصحفي، مجموعتان قصصيتان ”طقس ونيران“ صدرت عام 2008 عن نادي الشرقية الأدبي و”المشي فوق رمال ساخنة“ والتي صدرت عام 2012 عن نادي أدبي حائل.

وحازت المجموعتان على العديد من الجوائز والمراكز الأولى في العديد من المسابقات من ضمنها مسابقة نادي تبوك الأدبي عام 2007 ومسابقة بي بي سي إكسترا في ذات العام كما فازت مجموعتها المشي فوق رمال ساخنة بجائزة نادي أبها الأدبي عام 2008.

وهطلت الفعالية التي احتضنتها جمعية الثقافة والفنون ببرنامج ثقافي تميز ببساطته رغم القيمة الأدبية للمشاركات المقدمة من ضيوف البرنامج الكرام.

وافتتح مقدم الحفل القاص ناصر الحسن الفقرة الأولى للحفل وهي كلمة لجبير المليحان رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي سابقا حيث أشاد بتجربة القاصة شمس والتي اتسمت بالجدية والمثابرة والإخلاص من خلال ما شهده منها خلال فترة عمله بالنادي.

وشكر جماعة حوافّ على احتفاءهم بالمبدعة مؤدين بذلك دورا مهما في رفد الثقافة والمثقف، مختتما كلمته بأمنياته للكاتبة أطيب الأمنيات.

وقرأ بعد ذلك محمد البشير قصتين من قصص الكاتبة المحتفى بها ”فردة حذاء“ و”حيث تومض“، وامتاز النصان بانسيابية في اللغة والمشاهد حيث كلاهما جاءا بضمير المتكلم مما أتاح للكاتبة مزج هواجس أبطالها وتساؤلاتهم بالمحيط الخارجي لتتبلور الحكايتان بذلك جيدا ولا يصطدم المتلقي بنهايتيهما الواقعيتين المفتوحتين.

وألقى كاظم خليفة قراءة نقدية تناول من خلالها بعض الخصائص الفنية التي تميزت بها الكاتبة شمس علي في قصصها حيث جاءت مشاركته بعنوان ”تحدي النص التنبؤي في قصص الكاتبة شمس علي“ وأكد فيها على أهمية عدم التنبؤ بأفق النص إلا بعد الوصول لآخر نقطة في سطوره.

وأشار إلى أن الكاتبة ”تنطلق من منظوري ذاكرة الحواس، وجدلية الفكر والواقع لتصنع مزيجا يناور القارئ ويحرضه على الدخول في عملية «فهم الفهم» أو التأويل، وبتصويرها للغة واشتغالها الرشيق عليها، تنأى نصوصها عن الاستهلاك السريع لضرورة معاودة القارئ إليها مرة أخرى لمعان لا تزال ثاوية في جنباتها“

واستعرض كاظم الخليفة شواهد متفرقة بشكل مفصل لهذه الخصائص من نصين من كتابيه ”طقس ونيران“ و”المشي فوق رمال ساخنة“.

وألقى بالنيابة عن أسرة الكاتبة الحمد، ابن أخيها الدكتور علي الحمد كلمة شكر فيها من حضر هذا التكريم لها، كما تطرق لبعض الجوانب الأسرية من حياة الكاتبة وتأثيرها عليه وعلى أبناء الأسرة حيث أنها كانت مثالا لهم بشغفها بقراءة القصص والمجلات الثقافية والكتب حيث اتبعوها في ذلك. كما أشار إلى قربها من والديها وخدمتها لهما حتى اختارتهما مشيئة الله عليهما الرحمة، كما شكر جماعة حواف الإبداعية وجمعية الثقافة والفنون على إقامة هذا التكريم.

وتحدث الشاعر زكريا العباد «زوجها» عن بعض الجوانب الشخصية من حياتها قائلًا «أنها امرأة تختلف عن كل النساء في بساطتها وانبساطها مثل أرض هواء عليل وشمس مشرقة، واضحة لا التواء ولا مراوغة في أفكارها ".

وقال أيضا ”ومع هذا الانبساط والبساطة، كانت ذات قيم تصر على الاستقامة عليها كرمح، وتحارب دونها حتى النهاية دون أن تقصي أفكار الآخرين“.

واختتم العباد كلمته بشكره وامتنانه لجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأحمد الملا خصوصا على استضافة هذه الفعالية وانفتاحه على الجميع، كما شكر جماعة حوافّ الإبداعية على هذه المبادرة الجميلة.

وفي نهاية الحفل تم تقديم الدروع والهدايا لشمس، كما تم تقديم دروع شكر للضيوف المشاركين.

وحضر الأمسية جمع غفير من المهتمين بالأدب والمثقفين والنقاد، وقد عبر الكثيرون عن تقديرهم لأي مبادرة لتكريم المبدعين وتكريمها، لاستحقاقها الاحتفاء لما في مسيرتها من انجازات وللقيمة الأدبية وما قدمته في كتاباتها.

وتكلم الشاعر جاسم الصحيح الذي كان من بين الحضور عن تجربتها قائلًا "عرفت الأستاذة شمس الحمد منذ عقد ونيف حينما كانت تتلمس خطاها الواثقة على طريق الصحافة وتنثر زهور إبداعها في مواقع التواصل الاجتماعي. منذ ذلك الوقت، كان حضورها الجميل يشير إلى مبدعة ملء القلم والورقة والفكرة، قادمةً على أجنحة الرؤية الفنية المحلقة».

وتحدث عن مشاركته معها في العديد من الاستطلاعات التي كانت تنشرها في الجرائد ولمس خلالها سعة اطلاعها الثقافي ورحابة وعيها الاجتماعي في كل ما تستطلع حوله من مواضيع ثقافية واجتماعية.

وأضاف «إن الأستاذة شمس قد غرست بذور الجمال في حقول ذاتها وها نحن نجتنيه من خاطرها عشبا وورودا في شكل قصص وخواطر. إن تكريمها في هذا المساء عبارة عن وسام استحقاق لهذا المثقفة المبدعة التي تفانت في خدمة المشهد الإبداعي وأفنت الكثير من سنوات عمرها تشارك بقية المبدعين في أنحاء الوطن صناعة حالة ثقافية عالة تليق بالمرحلة التي يعيشها الإنسان في وطن يمثل العروبة في فجرها الوضاء ويمثل الإسلام في فكره المعطاء».

وبين بأن التكريم كان هذا المساء مفعما بالعاطفة والدفء ولكنه لم يخل من المعالجة الثقافية لإبداع هذه القاصة «الرائعة» التي تابعت خطوات شهرزاد في تطويع اللغة وحفظ السلالة النسوية من الانقراض على صعيد الكتابة.

وقال زكي السالم رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بأنها من المبدعات المعروفات في المنطقة في مجالي الصحافة والأدب وهي تستحق مثل هذا التكريم، كما شكر جماعة حوافّ الإبداعية على وفائهم للمبدعة القاصة شمس علي.

وذكر يوسف الشريدة بأن ”الاحتفاء بالناشطين والرساليين في المجالات المختلفة حق على المجتمعات الواعية. فالناجحون حملة مشاعل يستضيء بها غيرهم فهم القدوة التي يحاكيها الأجيال، أشعر بالامتنان للشباب الذين مثلونا جميعا في التحضير لتكريم الأستاذة شمس ونفذوا البرنامج في الواقع“.

وقدم الامتنان لها، فقد نشطت بينهم بحضور ملفت وعطاء مميز ورسالي.

وتوجهت الشاعرة إيمان الحمد فتوجهت بالشكر والعرفان ”لجماعة حوافّ الأدبية ولجمعية الثقافة والفنون على هذا الحفل التكريمي الرائع، وبلا شك فإن شمس تستحق هذه الوقفة وهذه القراءة في منتجها الأدبي وهذا الاحتفاء وأكثر“، مقدمة شكرها لكل من شاركهم مشاعر الفخر والاعتزاز.


التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عبدالله
[ القطيف ]: 26 / 2 / 2017م - 9:20 ص
وينها شمس علي؟

شكله تكريم عالصامت او عالمخفي