آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 10:30 ص

السعودية والميدالية البرونزية في الكسل

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

بينت دراسة أن الشعوب الخليجية ما زالت متربعة على عرش الصدارة، ضمن قائمة أكسل 10 دول في العالم. فالشعب السعودي حصل على الميدالية البرونزية كثالث أكسل شعب على مستوى العالم

أنت سوداني.. إذن أنت كسول.. هكذا يوصف السودانيون لدى الكثير من المجتمعات العربية، في الواقع أن هذه الصورة النمطية والمتداولة في أذهاننا التي تقول إن الشعب السوداني هو مضرب الأمثال في الكسل أثبتت بأنها غير صحيحة، والصورة الحقيقية التي ظهرت أخيرا، تختلف اختلافا كبيرا عما في أذهاننا. فالشعب السوداني ليس الأكسل، ولم يأت أصلا ضمن قائمة الشعوب العشرين الأكثر كسلا في العالم، لا من قريب ولا من بعيد. في حين نجد أن ثلاثة شعوب خليجية تمركزت في قائمة الشعوب العشرة الأكثر كسلا على مستوى العالم. ففي دراسة حديثة أجريت على 142 شعبا، قامت بها مجلة «لانسيت» الطبية البريطانية، تبيّن أن الشعوب الخليجية ما زالت متربعة على عرش الصدارة، ضمن قائمة أكسل عشر دول في العالم. فالشعب السعودي حصل على الميدالية البرونزية كثالث أكسل شعب على مستوى العالم، والشعب السوازيلاندي في جنوبي القارة الإفريقية صاحب الميدالية الفضية في المركز الثاني، ثم الشعب المالطي في جنوب إيطاليا صاحب الميدالية الذهبية، والذي حاز على لقب أكثر شعوب العالم كسلا، وجاء الشعب الكويتي في المركز السابع، بينما جاء شعب الإمارات العربية المتحدة في المركز التاسع! وبالمقابل، لا أعتقد أن أحدا لم يتفاجأ بوجود «اليابان» ضمن هذه القائمة، وذلك لما عرف عن شعبها من تقديس للعمل، وتعزو الدراسة السبب في ذلك لاعتماد نسبة كبيرة منهم على التكنولوجيا، ولا تقوم بأعمال بدنية. السؤال المطروح: ما هي أسباب حصولنا على هذا المركز المتقدم، كثالث أكسل شعب بالعالم؟ يذكر التقرير سببا واحدا فقط وهو السمنة، إذ يشير التقرير إلى أن نسبة الخمول البدني في السعودية بلغت نحو 68%، وبالعودة إلى جميع الإحصائيات المحلية وإحصائيات منظمة الصحة العالمية، اتضح أن 75% من السعوديين مصابون بالسمنة أو لديهم زيادة في الوزن. وهذا يعني تلقائيا أن لدينا أعلى نسبة إصابات بأمراض القلب، كما تنتشر بيننا أمراض ضغط الدم والكوليسترول بنسبة أكبر حتى مقارنة بشعوب دول مجلس التعاون الأخرى، التي تتقارب معنا في ارتفاع مستوى المعيشة المتمثل أساسا في البذخ بتناول الطعام، والشره الغريب للحلويات والمعجنات، وعلى الرغم من أن تقارير الاتحاد الدولي لداء السكري تبيّن أن 80% من المصابين بمرض السكري يمكن وقايتهم من آثاره عن طريق التغذية الصحية والنشاط البدني، فإننا، حقيقة، الأكثر استهلاكا للأطعمة غير الصحية. اللافت في هذه الدراسة أنها كشفت للمرة الأولى بشكل علمي تكلفة الخسائر الاقتصادية جراء الكسل. إذ وصف التقرير تكلفة الكسل في عدد من الدول بأنها ضخمة، وقدر التكلفة في أميركا وحدها بنحو 27.8 مليار دولار، تُشكّل 40% من التكلفة العالمية التي تصل إلى 67.5 مليار دولار. أما عن الحلول فهي موجودة وتكمن في تطبيق إستراتيجية وطنية قابلة للتنفيذ، ومنها برنامج التحول الوطني 2020 الذي يهدف إلى تقليل نسبة السمنة إلى 1%، ولا بد أن يشترك المجتمع في تنفيذ هذه الإستراتيجية، ويجب على الجهات المعنية أيضا تنفيذ ما عليها، كما يجب أن تكون هناك جهة عليا تحاسب أي جهة تقصر في جوانب المساعدة على خفض نسبة السمنة في المجتمع. المدارس أيضا معنية بإيجاد الحلول، خاصة أنها تُعد بيئة مساعدة على السمنة، لقلة حصص التربية الرياضية في مدارس الأولاد، وانعدامها في مدارس البنات.