فوتوغرافيون يستغلون موسم المطر لالتقاط مناظر خلابة
استغل عدد من الهواة الفوتوغرافيين وغير الهواة حالة الطقس والأمطار الغزيرة مؤخرا وتوثيقها، عبر التقاط صور لمناظر طبيعية تبعث برسائل معبرة تداولتها مواقع التواصل الإجتماعي.
أدى تجمع المياه وارتفاع مستواه في عدد من مناطق القطيف لتكون مناظر طبيعية ساحرة خلابة أشبه بالحقيقية - رغم ماخلفته من ضرر -، تسابق الفوتوغرافيون والهواة لالتقاطها عبر عدساتهم وكاميرا أجهزتهم الخلوية.
ورصدت «جهينة الأخبارية» بعض اللقطات المتداولة لبعض المناطق والتي رسمت لوحة بديعة لبعض طرقات وساحات المساجد والبنايات، وكأنها بحار ممتدة وشلالات وبحيرات تتوسطها جزر ذات أشجار وارفة.
وذكر المخرج والفوتوغرافي علي الغانم أن المناظر الجديدة التي تكونت بعد ارتفاع منسوب المياه على الأحياء والمنازل أدى لتحول الجميع لمصورين فوتوغرافيين، مبينا أن ذلك أمر متوقع بسبب توفر الكاميرا في متناول يد الجميع من خلال الجوال الأمر الذي أدى لمشاهدة صور مختلفة ومنوعه من زوايا وعيون الناس.
ووصف الغانم الصور التي شاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها ذات جمال وروح وحياة سواء كانت أليمة أو تدعو للضحك، لافتاً إلى أن كل صورة لها طابعها ووقعها الخاص، مشيرا أن الأقرب لنفسه هي الصور الإنسانية أما التي تبعث على السخرية فهي رسائل مبطنة لحالة التذمر بسبب الفساد في المشاريع، التي خصصتها الدولة لصرف المياه والبنى التحتية للقطيف.
وقال الإعلامي والفوتوغرافي جمال الناصر: ”أن مستخدمي الهاتف النقال في تصوير جماليات الأمطار يقدمون ثقافة ورسالة من خلال بعض اللقطات وهذا واضح للعيان بالإضافة لاهتمامهم بتوثيق حياتهم الاجتماعية والثقافية“.
وذكر أن قنوات التواصل الاجتماعي احتصنت صورًا فوتوغرافية فنية وجمالية ”أن الأمطار الغزيرة في زاويتها الفنية هي بمثابة تربة خصبة لذوي الفن الفوتوغرافي“، مبيناً أن من بين الصور التي أثارت انتباهه صورة فوتوغرافية بعنوان ”قلعة تاروت والمطر“ لعبير الفرج حيث مزجت بين المطر والتراث لتقدم عملاً جماليًا ثفافيًا مذهلاً.
وأكد على أن الجماليات التي يقتنصها الفوتوغرافي تبزغ من عمق الألم، معللا بأنه يمتلك بصيرة في عينيه تترجمها العدسة فعليا، داعياً الفوتوغرافيين إلى ضرورة الاهتمام بمحور حياة الناس الذي يقدم رسالة قد تكون فنية أو ثقافية أو اجتماعية، معتبرا اللقطات في أيام المطر وتجمع مياه الأمطار ثقافة فوتوغرافية بأعماق روادها.
وأضاف، ”الأمر لا يقتصر فقط على الفنانيين الفوتوغرافيين وإنما نجده في عدسة الهاتف التي لها نصيب من الجمالية الفنية وحياة الناس والثقافة والرسالة“، مشيرا إلى تطور الأجهزة الهاتفية وأدائها في ما يخص التصوير ”أن صورة الشاب سامي هلال بأم الحمام هي خير دليل على ذلك“.
وذكر أن ما يجذبه في الصور الفوتوغرافية هو العمل الذي ينسج بطريقة احترافية ويحمل بين زواياه حكاية ما أو استشراف لغة ومعنى، مشيرا إلى أن بعض الأعمال الفنية الكلاسيكية لا تستوقف المتلقي أما الأعمال غير الكلاسيكية فهي التي تستوقف المتلقي، بالإضافة لكيفية التقاط الصورة وزاويتها ومعالجتها المعالجة الصحيحة التي تناسب الفكرة، معللا أن فكرة الصورة الكلاسيكية مستهلكة ولا تحتوي على فكرة نوعية.
ونوه إلى أن الصورة أصبحت الوجبة الدسمة للناس في ظل التطور التكنولوجي سواء كانت من فوتوغرافيين متخصصين أو من العامة، مبيناً أن الأمطار بالنسبة للفوتوغرافيين تمثل مادة لهم بحيث تمنحهم ساحة بأن يخرجوا بأعمال مبدعة، يشاركوا فيها بمسابقات محلية وعالمية، إضافة إلى تقديم رسالة وثقافة للمجتمع من خلال الجانب البصري.
وأبانت الإعلامية والفوتوغرافية عبير الفرج أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الباب والمنفذ للهواة والمحترفين في مجال التصوير الفوتغرافي، معتبرة أنها الساحة الأولى التي يستطيع الفرد من خلالها التعبير عن كل مشاهداته في الحياة اليومية، مبينة أن الصورة هي الوسيلة الأكثر تعبيراً وأكثر انتشاراً.
وذكرت أنها تميل للصور ذات الجانب الإنساني فالبشر بطبيعتهم يميلون لهذا الجانب، خصوصاً فيما يتعلق بالأضرار التي خلفتها الأمطار، وقالت: ”من الطبيعي أن يستغل المصورون مثل هذه الأجواء الجميلة في إبراز ملامح الجمال في محافظة القطيف، فالبعض وثق انعكاس النخيل على البحيرات المائية والبعض خرج إلى الشارع ووثق فرحة الأطفال ومشاكستهم في المطر، وحتى الصور التي حملت طابع السخرية هي في الغالب ردود افعال وربما رسائل أراد البعض أن ينشرها من باب - فشة الخلق -“.
وأوضحت أن التصوير التوثيقي لحدث معين يكون في أغلب وسائل التواصل الاجتماعي، بينما الفني الاحترافي يحاول المصور من خلاله أن يخرج بصورة فنية قد لاتتكرر وخصوصاً في موسم الأمطار، واصفةً التنافس بين أبناء المنطقة من المصورين في خلق لوحات فنية للمنطقة جميل جدا.
واستهوت الفوتوغرافي سعيد الشرقي مناظر تكاثف الغيوم السوداء التي تتخللها خيوط أشعة الشمس مما استدعته لتصويرها بكاميرا هاتفه النقال، مبينا أن الناس تبدع في التصوير وتنتج صورا فوتوغرافية جميلة، مبيناً أن الجديد الفعلي يأتي من الهاتف الخلوي حيث تلتقط الصور وتبث وتستقبل، مشيرا إلى أن كثيرا من الصور العفوية ظهرت مظهر المصور المحترف والتي تخلوا من أي مؤثرات.
وذكرت المشرفة الإجتماعية معصومة آل ياسين أن أغلب الصور فيها إبداع ومما أعجبت بها الصور الطبيعية للقطيف، التي زادت من جمالها زخات المطر - حسب رأيها -، بالإضافة للصور التي تبعث على الضحك.