الأمن.. سلاحنا في وجه الإرهاب
منذ البدايات الأولى لنشوء الحضارة الإنسانية، شكّل الأمن - ومازال - الهاجس الأول والأهم الذي تبحث عنه الأمم والشعوب والمجتمعات، حيث يُمثل الأمن حالة متقدمة من الطمأنينة والاستقرار والسكينة، وهي مظاهر/ متطلبات ضرورية لتحقيق الأهداف والغايات والطموحات التي تؤسس لتنمية وتمدن وتحضّر تلك الأمم والشعوب والمجتمعات.
لا يوجد نعمة أهم من الأمن على الإطلاق، فهي - أي نعمة الأمن - تُعتبر حجر الأساس لبناء الأوطان والمجتمعات بشكل متناغم ومتجانس ومتآلف، وعلى العكس تماماً، فغياب الأمن سيؤدي بلا شك إلى تمظهر حالة من الفوضى والارتباك والتفكك.
الأمن هو شعور الفرد أو الجماعة بالطمأنينة والثقة والاستقرار والسلام، بعيداً عن كل مظاهر الفتن والاضطرابات والصراعات، خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم بأسره، نتيجة غياب الأمن كمؤشر دقيق وحساس على تصاعد وتنامي الصراع والنزاع والاحتراب في الكثير من بقاع العالم، لاسيما العالمين العربي والإسلامي.
والأمن، مكتسب مهم، راكمته السنوات والخبرات والتجارب والأحداث والأزمات. والأمر لا يحتاج سوى جولة سريعة حول بؤر التوتر التي تنتشر في كل أنحاء العالم، ليتضح بما لا يدعو للشك، بأن السبب الأول لتصاعد مظاهر العنف والاقتتال والتصفية في تلك الساحات المأزومة هو فقدان الأمن.
وبفضل من الله عز وجل ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة ووعي مجتمعنا المخلص، ننعم في هذا الوطن العزيز بكل مظاهر الأمن والاستقرار والطمأنينة وهي ركائز أساسية وملامح راسخة في مسيرتنا الطويلة، بل هي تُمثل سلاحنا القوي ضد كل قوى الإرهاب والإجرام والتخلف. الأمن بمختلف حالاته ومجالاته، النفسية والفكرية والاقتصادية والمعلوماتية والبيئية، يُشكّل قاعدة صلبة تنطلق منها عجلة التنمية الحقيقية التي تُعلّق عليها الآمال والتطلعات لضمان نجاح رؤيتنا الطموحة.
وتأتي ”ميدالية جورج تينت“ للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، والتي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد، تتويجاً مستحقاً لجهود وطن بأكمله، قيادة وشعباً ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومستوياته. هذه الجائزة التي تُمثل إشادة قوية بدور وطننا في مكافحة الإرهاب، ثمرة جهود طويلة ومضنية لوطن قرر أن يهزم الإرهاب والإجرام والكراهية وينسج حكاية الأمن والاستقرار والتنمية. وطن آمن بالإنسان على هذه الأرض الطيبة، بعيداً عن كل مظاهر التطييف والتمييز.
الأمن، لا يعدله شيء على الإطلاق، وهو يستحق منا جميعاً، أن نحمله شعاراً حقيقياً ليُجسّد وحدتنا الأبدية، وأن نُحارب من أجله كل قوى الإرهاب والظلام والكراهية.