آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

الزهراء (ع) الحوراء الأنسية

تشع أنوار الفضيلة ومراقي العلياء والتألق الروحي والأخلاقي والاجتماعي من سيرة سيدة نساء العالمين الخالدة، والتي كانت تجسيدا لتعاليم القرآن الكريم ونسخة مماثلة لما كان عليه أبوها المصطفى من خلق رفيع لا يضاهيه أحد، ولذا فهي لطف إلهي وهبة ربانية للمؤمنين والمؤمنات يقتبسون منها معالم فكرهم النافذ وسلوكياتهم المتسمة بالاستقامة، وينهلون من معين مآثرها ما يسعدهم في الدارين، وإنه لمن الخسران المبين أن يبتعد الإنسان عن الاقتداء بينابيع الحكمة والرشاد التي تشع من ضياء جوهرها المكنون، فهي محراب العبادة الذي يتجلى منه الخشية من الله وصفاء القلب والإخلاص في العمل، وهي جلباب العفاف والحياء وجمال الروح في حجابها وصونها، ونور القيم في عطائها ومواساتها وتفقدها لحوائج المعوزين، وهي علم الهدى وجناح المعرفة التي تكفلت بتعليم معالم الشريعة الغراء وقيم القرآن للنساء، فكانت خير عون لأبيها وبعلها في رسم خطوط النهوض بالأمة من سبات الجهل.

ويكفي في التعريف بقيمتها الذاتية العالية المستمدة لمقامها الرفيع مما تتصف به من الأنوار المشعة الكمالية، هو تعريف رسول الله ﷺ لها بأم أبيها، وهو لا يقتصر في بيانه على تحديد معلم المشاعر العاطفية الجياشة الذي احتواه قلب الزهراء ، وما كان يجد به المصطفى من بلسم لجراح روحه من مكابرة وجحود وعناد الناس ممن لازموا الكفر وعبادة الأوثان، فيحط الرحال على شطآن لطفها ورقة وجدانها ليخفف عنه أعباء التكليف بهداية الناس، بل فيه عموم لبيان جوهر الزهراء الذاتي والذي لا يستمد فعاليته من الجهة النسبية والاتصال بأبيها فقط، بل هي في علو شأنها ذات نور يشع بضياء المعرفة والخلق الرفيع، وفي ذلك إشارة وإيماءة يهدي بها المصطفى المؤمنين لمصادر بيان الأحكام الشرعية ومضامين آيات القرآن الكريم، فلتكن الأمة في سعادة حظها ممن تمسك بحجزتهم وتتبع سبيلهم؛ لئلا تعدو بهم سبل الشتات والفرقة فيتيهون في طرق الضلال.

ولا يمكن للعقول مهما بلغت من لغة تكاملها أن تمسك بالعروة الوثقى بعيدا عن بيان ورشاد العترة الطاهرة، فكان اللطف الإلهي مادا المؤمنين بما يساعدهم على بلوغ غاياتهم في التكامل الإيماني، أن قدم لهم نماذج يحتذى بهم ويتأسى بفعالهم التي تنضح بالحق والورع عن المحارم والمنكرات، ويقدمون من هدي أنوار حكمهم ومعارفهم ما يكسب العقول نضجا ورشدا، يقاوم عوامل الانحراف عن الصراط القويم.

والزهراء بما كانت عليه من عصمة مطلقة وكمال انقطاع لله تعالى حتى كانت حجته على العباد، وأساس ومعلم رضاه عمن رضت عنه سيدة نساء العالمين، ولولا أنها كانت عين العبودية المطلقة وتجسيد الخلق العظيم لما بلغت درجة عالية كهذه، فحازت مرتبة القدوة والتأسي من قبل المؤمنين والمؤمنات والاحتذاء بسيرتها الفواحة بعبق الفضائل.

وفي بيتها النوراني شيدت أسس العلاقات الزوجية والأسرية على قوائم التفاني والتضحية والحب والتعاون، فجعلت من بيتها المتواضع سكنا للألفة والترفع عن زخارف الدنيا وطلبها، فكانت مواسية للفقراء بزهدها وبساطة معيشتها، وأعطت الدروس التربوية المهمة لمن يطلبها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
اللهم صل على محمد وأله وصحبه اجمعين
[ الشرقية ]: 13 / 2 / 2017م - 3:14 م
والعجيب انه رغم كل هذه المفردات العجيبة التي يذكرها الشيعة عن فاطمة رضي الله عنها وهي مفردات لامعنى لها مثل:
حوراء انسية، وام ابيها واهمها حجة الله على عباده وهي عبارة مخالفة للقرآن ،الا اننا لانجد انهم نقلوا عنها من احاديث رسول الله والاحكام الشرعية مايعزز كل هذه العبارات؟!