آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 6:47 م

مؤسسة الجبر والمسؤولية الاجتماعية

علي عيسى الوباري *

من افرازات الإدارة الحديثة بروز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمنشآت والشركات والمصانع اتجاه المجتمع التي تعيش في بيئتها.

المسؤولية الاجتماعية معنى متأصل في الموروث الاسلامي ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ [المائدة: 2] والحديث النبوي ”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وفي حديث آخر“ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً»، يقول أمير المؤمنين ”“: «مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا في حاجة من هو نائم فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا وخلق الله له من ذلك السرور لطفا فإذا أنزلت به نائبة جرى إليها، كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل»، ويقول الإمام الصادق : "إن الله فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم، ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم، إنهم لم يؤتَوا من قِبَلِ فريضة الله ولكن اوتوا مِن منْعِ مَنْ منعَهم حقَّهم، لا مما فرض الله لهم، فلو ان الناس أدَّوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير‏» ‏.

النصوص الدينية التي تركز على الفرد وهو اللبنة الأولى في بناء الكيانات المجتمعية ومحور التنمية والتطوير، لم يعد فهمها كما كان!

فقد انتقل المفهوم في بناء الحياة الاجتماعية والتنموية من الفرد إلى التنظيم المؤسساتي الذي بدوره انتج مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمنشآت الربحية التي تعبر عن البعد الاخلاقي للإدارة والمساهمين.

ولا يخفى، فأي منشاة تحتاج إلى بيئة جماهيرية ومستهلكين تعتمد عليهم في التسويق والإعلانات والبيع حتى تزيد مبيعاتها وتنمو أرباحها، كما أن المنشآت الربحية تستفيد من تسهيلات وأنظمة الدولة في شراء مواد الخام والخدمات والإنتاج وتسهيلات البيع.

أغلب الشركات والمنظمات الربحية التي يعتمد عملها على المصانع والإنتاجية تسبب في الضرر للبيئة بشكل مباشر وغير مباشر، لكل هذه العوامل يتوجب على المنشآت الربحية والمصانع أن تقدم جزءاً من خدماتها وبرامجها للمجتمع وللوطن نظير ما تكسبه من المجتمع، ومن تسهيلات قوانين الدولة وهذا ما يطلق عليه المسؤولية الاجتماعية غير تشغيل المواطنين كموظفين وعاملين وتقديم السلع والخدمات التي فيها تعظيم الربح وزيادة أرباح الشركة والمساهمين.

ثقافة المجتمع المدني ومؤسساته فرضت واقعا على المنشآت الربحية التي بدأت بالحرب العلنية ضد قيم الرأسمالية وظاهرة العولمة التي تقودها الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.

فكثير من الشركات الفردية والمساهمة بدأت في المساهمة الخيرية والتنموية عالمياً مثل

”مايكروسوفت“ حيث بلغ ما تبرعت به 27 مليار دولار وحلت بعدها مؤسسة ”وارت بافيت“ بمبلغ 21 مليار دولار والمركز الثالث شركة ”جورج سوروس“ بمبلغ 8 مليار دولار و”الراجحي“ تبوأ المركز السادس بمبلغ 7.5 مليار دولار.

معاني المسؤولية الاجتماعية النابعة من الثقافة الاسلامية والعربية جسدتها مؤسسة الجبر التجارية قبل تسجيل مؤسسة الجبر الخيرية رسميا عام 1429 هـ التي عززت المفاهيم الخيرية والاجتماعية من خلال هذه المؤسسة الخيرية التي نفذت مشاريع خيرية شعارها التنمية الدائمة للمواطن والوطن، بواسطة مشاريعها الخيرية، فقد أضافت لمحافظة الاحساء مرافق عامة يستفيد منها المواطن والمجتمع في جميع مجالات التنمية بدأت بالمشاريع الصحية والتعليمية ومن مشاريعها أيضاً:

- مشروع مركز الجبر للكلى بالأحساء بلغت تكلفته 18 مليون عام 1425 هـ .

- مشروع مستشفى الجبر للعيون والانف والاذن والحنجرة، تكلفته 65 مليون ريال عام 1425 هـ .

- مشروع الجبر للإسكان الخيري الميسر بمساحة 30 الف متر مربع تضم 234 وحدة سكنية ب 1880 مستفيدا ب 62 مليون ريال،

وبه مركز تدريب للأسرة المنتجة.

بالتنسيق مع جمعية البر لمعرفة المحتاجين.

- مشروع مجمع حمد الجبر التعليمي للبنين، يضم جميع مراحل التعليم العام.

- مجمع نورة الجبر التعليمي للبنات ويضم جميع مراحل التعليم العام تكلفة المشروعين 190 مليون ريال.

- المساهمة في مشروع النادي الادبي الاحساء بتكلفة 5.8 مليون ريال.

- مشروع الاطراف الصناعية مع جمعية المعاقين بالدمام بتكلفة 3 مليون ونصف ريال.

بهذه المشاريع وغيرها استحقت مؤسسة الجبر الخيرية جائزة المنظمة العالمية للسلام والازدهار الدولي عام 2015 كأول مؤسسة سعودية تنال هذه الجائزة العالمية.

وبهذه المشاريع الخيرية والتنموية تعزز شركة الجبر التجارية مع مؤسسة الجبر الخيرية عدة فوائد منها:

- ارتباط المؤسسة ارتباطاً عضوياً مع التنمية الوطنية.

- تجسيد المعاني الاسلامية بالمجتمع.

- نشر ثقافة الأعمال الخيرية في المجتمع.

- المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة.

- خلق الولاء بين المجتمع وأهداف الشركة.

- ترجمة العلاقة المعنوية والمادية بين المؤسسة والمجتمع.

مؤسسة الجبر الخيرية ترجمت القيم الدينية في بيئتها الاجتماعية وساهمت بمشاريعها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في محافظة الاحساء، فهي تستحق الشكر والتقدير على ما تقدمه من أعمال خيرية وتنموية مستدامة.

‏مدرب بالكلية التقنية بالأحساء،
رئيس جمعية المنصورة للخدمات الاجتماعية والتنموية سابقا.