أصبحتُ أكرهك يا صالح... سلسلة التربية النفسية «3»
طلب المدرس من صالح ان يجيب على السؤال الذي لم يجب عليه صديقه ابراهيم والذي زامله طيلة عشر سنوات، فأعطى المدرس صالح جائزة لإجابته المتميزة واستمر تميز صالح ولم يستطع ابراهيم مجاراة تقدمه او الوصول الى مرتبة قريبة منه مع جديته ومذاكرته ومحاولاته الوصول الى مستويات صديقه صالح.
يوم الاربعاء كان يوما استثنائيا حيث تم تكريم الطلبة المتفوقين ولم يكن ابراهيم احدهم وهو شديد الطموح للوصول الى اعلى المستويات العلمية وإصرار ابيه على ذلك.
ابراهيم ابن الطبيب الحاذق يعيش حياة مرفهة مريحة بينما يواجه صالح مصاعب الحياة مع ابيه في عمله ببقالته الصغيرة ويقطن بيتا متواضعا مع ثلاثة من اخوته في غرفة واحدة.
نال ابراهيم صنوف التقريع من ابيه على تفوق صالح عليه وتقدمه في دراسته بالرغم من توفر كل اسباب النجاح والتفوق فنمت بنفس ابراهيم مشاعر الكره لصديقه ورفيق دراسته لسنوات طويلة وبدأت تظهر على تصرفاته كلمات الجرح والتهكم على صديقه صالح وتعييبه على ثيابه البسيطة تارة وعدم امتلاكه لسيارة تارة اخرى.
في زيارة لزميل له قال عبد الله لصالح ان ابراهيم يقول عنك ما لم اصدقه وانك شخص سيء كذوب وان درجات التفوق لم تكن سوى نتائج لغشك من بعض الزملاء وانك لست ذكيا بهذا المستوى.
شعر صالح بالحزن وقرر ان يصارح ابراهيم على اسباب تغيره في مشاعره وتنامي حالة الحقد والكره عنده وانه اذا كان يشعر بالضيق لأنه تميز في دراسته فان زميلنا عبد الله يعمل مع ابي عصرا لأجل مساعدة ابيه الفقير وهو متميز ايضا ويفوقني في عدة مستويات علمية.
اجاب ابراهيم ان عبد الله ليس صديقي وليس زميلي المقرب ولا يعرفه ابي ولا أسرتي وأنت صديق منذ زمن طويل ونحن نعيش في حارة واحدة وبيوتنا متجاورة وكثيرا ما يسألونني عن درجاتك عندما اخبرهم بنتائجي ويقارنونني بك ولا يرون قرينا معي سواك.
لكني يا ابراهيم احبك كثيرا ويبالغ صالح في مودته وهو يسرد كلماته العطوفة، ولن انسى عشرة طويلة وأكنّ لك كل المودة والمحبة ولا اود ان نفترق عن بعضنا البعض وقد عشنا منذ الصغر اخوة متحابين ومشاعرك الجديدة هذه اصبحت تقلقني كثيرا وارغب في اصلاح ما فسد من علاقاتنا.
ابراهيم يعلن بجفاء: لا اظن يا صالح ان علاقتنا ستكون افضل مما هي عليه الان إلا ان اراك اقل مني في تحصيلك الدراسي وان احصل على جوائز التميز بدلا عنك لأنك تميزت علي وأصبحتُ اشعر بالدونية والنقص امامك وكثيرا ما يعيرونني اخوتي بان صالح الذي لا يملك حتى غرفة مستقلة هو افضل منك.
اخي ابراهيم انت صديقي وأود ان ابقي صداقتنا ولا تنظر الى هذه الامور الهامشية فصداقتنا أهم ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
نتائج القصة في حلقاتنا من سلسلة تربية النفس.