ثقافة الولاء
الولاء عنصر اساسي، في للابداع وتحقيق النجاحات، فالموظف الموالي لمؤسسته، يتفانى في سبيل انجاحها، لذا فان المؤسسات على اختلافها سواء الحكومية والخاصة، تضع عنصر الولاء ضمن الاولويات، لدى الموظف منذ اليوم الاول للانتماء، عبر وضع البرامج الخاصة، لتكريس هذا المبدأ، الامر الذي يفسر حرص الادارة، على بث هذه الروح، لدى كوادرها البشرية على الدوام، حيث تمثل الزيادة السنوية، وكذلك الحوافز الاخرى، فضلا عن الدورات التأهيلية المختلفة، ادوات اساسية، في غرس هذا العنصر في النفوس.
عملية زرع الولاء، في النفس ليست سهلة، ولكنه غير مستحيلة، على الاطلاق، فالادارة الناجحة قادرة على وضع، هذا العنصر ضمن الاستراتيجية العامة للمنشأة، الامر الذي يدفعها لتعبيد الطريق، امام ترجمة هذه الاستراتيجية، من خلال اطلاق العديد، من المبادرات المختلفة، بحيث ينعكس على شكل سلوكيات عملية، اثناء ساعات الدوام، وكذلك عدم افشاء اسرار العمل، باعتبارها من ”المحرمات“، التي لا ينبغي ارتكابها، مهما كانت الدواعي، والاسباب.
يتطلب غرس مبدأ الولاء، جهدا من قبل الادارة، في زرع ”الحب“، فالمرء قادر على تحطيم الحوافز، المادية، والمعنوية، بمجرد تفجير الطاقات الداخلية، حيث يمثل الحب احد العناصر الاساسية، في عملية العطاء، وقهر عوامل الاحباط الخارجية، فالتجارب البشرية والعملية، تكشف القدرات الهائلة لدى الكوادر البشرية، في تجاوز الصعاب، بيد ان عملية تحفيز الذات، بالاتجاه الايجابي، مرتبطة بمقدار الحب، الذي يكنه الفرد، تجاه العمل الذي يمارسه، فكلما كان الحب كبيرا، كلما كانت الانجازات كبيرة، وغير متوقعة على الاطلاق.
اختفاء الولاء، يشكل بداية الانهيار للمنشأة، خصوصا وان الكوادر البشرية، تمثل العمود الفقري، لاستمرارية المؤسسة من عدمها، بمعنى اخر، فان شعور الموظف، بعدم الارتياح سواء بسبب انعدام الحوافز المالية، او الافتقار لعوامل الاستمرار، جراء الضغوط، التي تمارسها الادارة او المسؤول.. ذلك الشعور، يدفعه نحو التراخي في العمل، وعدم الجدية، في انجاز المعاملات، في الوقت المحدد، مما يشكل بداية التحول السلبي، ودخول المنشأة في نفق الخسائر، والخروج من حلبة المنافسة.
يقاس مستوى الولاء، لدى الموظف، بمدى الايمان بالمبادئ، التي تتحرك لتحقيقها المنشأة، فكلما كانت درجة الاقتناع مرتفعة، كلما ناضل الموظف، في سبيل ترجمة الاهداف المرسومة، حيث لا يجد غضاضة في التضحية، بالوقت والمال، في سبيل رفع المنشأة، لمستوى المنافسة، خصوصا وان عملية النجاح، تتطلب جهودا جماعية، ومستمرة، فالجميع - المؤسسات - يتحرك للتوسع، وكسب الارباح، مما يستدعي التفكير مليا، في وضع الخطط المستقبلية، القادرة على الاستمرار، في مقارعة الاخرين، والبحث عن الطرق الكفيلة، لاحتلال المقدمة بشكل دائم.
الاحاديث الشريفة، تطلق على الولاء، ”الاتقان“، او ”الاخلاص“، فالروايات تحث على الاتقان، في العمل، باعتباره احد الاسباب الكامنة، وراء النجاح، ومواصلة مشوار الانجازات، على اختلافها ”إن الله يحب إذا عمل أحد كم عملاً أن يتقنه“ و”اتقان العمل عبادة“، وبالتالي فان عملية الولاء، تمثل مقدمة اساسية، لتفجير الطاقات الكامنة، في الانسان، فالانسان الذي يحب عمله، يتحرك وفق قاعدة تقديم الافضل، ومحاولة الابتكار بعيدا، عن الحياة النمطية الاعتيادية، التي تؤطر مسيرة غالبية البشر.