”المشمر“ رداء من الماضي تتمسك به المرأة القطيفية

المشمر هو رداء خفيف، تطبع فيه أشكال متعددة من زهور بألوان زاهية، مطرز بطرق مختلفة، تربت عليه المرأة القطيفية بارتدائه داخل المنزل ”منزل العائلة“، سعياً في الستر أثناء وجود الرجال من الأقارب.
وتقول أم علي ذات ”70 عام“ تربينا ونشأنا على ارتدائة ولبسة من الصغر أمام الأب والإخوان الذكور، حتى بعد الزواج أمام الزوج، مبينة أن ارتداء المشمر له طقوسه الخاصة، حيث ترتدي النساء الثوب والملفع وفوقة المشمر الذي يلف على الرأس ويغطي الجسم بالكامل وطرف يبقى على الجانب الأيمن والأيسر.
الشيلة
وذكرت الحاجة فاطمة الناصر أن النساء الكبيرات في السن يرتدين المشمر الأسود، الذي يسمى بالشيلة في الموسم العاشورائي، حيث تردية في شهر محرم وصفر، مبينة أنه له طقوسه الخاصة وهو يلبس في القراءات الحسينية بدلاً عن العباءة.
كما شاركتنا الشابة نوال الشيخ مستذكرة طفولتها حيث قالت كانت عمتي تعمل في مجال خياطة المشامر مشيرة الى انها تشاهد السعادة على وجه عمتها عند تسليم النساء طلبهن.
المشمر الحديث
وقالت زهراء علي من الجيل الجديد: لم نعتاد على ارتداء المشمر في هذا الزمن، مشيرة إلى أنها عندما تزوجت اعتادت على ارتدائه في بيت الزوج، لوجود إخوان زوجها، لافتة إلى أنها تفضل لبس المشمر الحديث بموديل ”عباءة الكتف“، لسهولة لبسه ومرونته في التحرك.
أوضحت ريم محمد، بأنها تفضل لبس العباءة في بيت الزوج، عوضاً عن المشمر لعدم تعودها عليه.
استيراد أقمشة المشمر
وقال عبد العظيم أبو السعود أحد تجار الأقمشة بالقطيف ”منذُ“ 28 عام "، بأنه يتم استيراد أقمشة المشمر من الهند وأندونيسيا واليابان وكورياً، لافتاً أن المشامر الخاصة بالمناسبات كالأفراح فيكون أكثرها من الهند.
وبين لـ ”جهينة الإخبارية“ بأن المشمر يكثر استخدامه في الأعراس، كذلك يقدم هدايا للزوار في المناسبات، كالأعراس وعند العودة من السفر، لتوزع على الضيوف.
وذكر أبو السعود بأن أغلى مشمر يصل إلى 160 ريال وهو خاص بالعرائس، أما أرخصها فيكون بسعر 15 ريال، مشيراً إلى أن الإقبال على ارتداء المشمر مازال مستمرًا، حتى وقتنا هذا، وبأنهم يقومون بتجديد المشمر الهندي الخاص بالزواج بشكل مستمر.
وبين أن المشمر الذي ترتديه النساء يتغير لونه في المناسبات الدينية الخاصة، كشهر محرم أو عند وفاة شخص، حيث يسوده اللون الأسود بعد أن كان مزخرفاً بعدة أشكال وعدة ألوان في باقي الأيام.
موديلات المشمر
وتحدثت الخياطة زهراء محمد الخباز التي لها خبرة في هذا المجال منذُ 17 عام، أنها خريجة بكالوريوس لغة عربية، ولم تجد وظيفة في ذلك الوقت فقررت أن تبدأ في مشروع تكسب من ورائه الأجر والثواب بالدرجة الأولى، ويكون بديلاً عن الوظيفة، كمصدر رزق.
وبينت أنها درست أساسيات الخياطة لمدة شهرين فقط وبعدها طورت من مهاراتها بنفسها، فكانت تأخذ المشمر الجاهز وتحاكيه، حيث أنها كانت تخيط المشمر بالطريقة الاعتيادية القديمة، ومع مرور الأيام ظهرت عدة موديلات مختلفة للمشمر.
وأشارت إلى أن الموديلات متنوعة، منها: موديلات الكتف باللفة وموديلات الأكمام بشريط مطاط في الرأس، لافتة إلى أن الأخير، هو الأسهل في اللبس والمرتب بين باقي الموديلات.
وأضافت الخباز بأنها تبحث عن الأقمشة ذات الجودة العالية والسعر المناسب، وتقوم بخياطة المشمر بعدة مقاسات للصغار والكبار، كذلك ما يعرف بإحرام الحج، حيث أنه مع مرور الأيام تغير شكله وأصبح عدة موديلات تتناسب مع احتياجات الحج والتي منها: الموديل الإيراني والشامي والإندونيسي، وموديل الكتف واللفة، والعباءة العراقية والقطيفية.
وذكرت أن النساء في الماضي ترتدي المشمر العادي ”الكلوش“، في بيت العائلة وفي أثناء الزيارات، مبينة وذلك للستر أثناء وجود الرجال، ومع مرور الأيام أصبحت النساء في وقتنا الحالي يرتدين الموديل المشابه لعباءة الكتف المضاف له قماش يلف على الرأس، حيث يعطي حرية أكثر في الحركة ويكون ساتراً للجسم بالكامل.