الدكتور البقشي: الفحص الطبي قبل الزواج لايحل المشكلة بل يفاقمها
أكد استشاري الدم والأورام للأطفال، ومدير مركز أمراض الدم الوراثية بالأحساء الدكتور منير حسن البقشي أن الفحص الطبي قبل الزواج لايحل المشكلة بل قد يفاقمها.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان «تأثير الفحص الطبي قبل الزواج»، ضمن فعاليات مجموعة المجالس الأحسائية عقدت المجموعة لقائها السادس صباح الجمعة في ضيافة الوجيه حسن الحبابي.
وقدم الدكتور منير البقشي نبذة عن تاريخ الفحص الطبي قبل الزواج لمرض تكسر الدم المنجلي ومرض الثلاسيميا واستعرض تاريخ تجربة الفحص قبل الزواج في عدة مناطق منها قبرص واليونان والبحرين والمملكة العربية السعودية.
وبين أن مرض تكسر الدم طفرة جينية بدأت في غرب ووسط أفريقيا تميزت بمقاومة مرض الملاريا حاملين الصفة المنجلية ومنها تكون فقر الدم المنجلي في الواحات الزراعية القديمة التي تكثر فيها المياه والبعوض ناقل مرض الملاريا مما زاد فرص المرض في توريث الجينات للأجيال اللاحقة في تلك الواحات.
وقال ان ”هذا يفسر سبب زيادة نسبة المرضى وحاملي المرض في المملكة في المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية وندرته أو انعدام وجوده في مناطق اخرى ليس بها واحات“.
واستكمل الدكتور البقشي تاريخ فرض الفحص قبل الزواج في المملكة كحاجة ضرورية في مقاومة المرض بسبب وجود نسبة تفوق 25% من حاملي المرض والمصابين به مما ينذر بتداعيات غاية في السلبية لسكان المنطقة اجتماعياً واقتصادياً واستنزاف الموارد الصحية مع تزايد الحالات المصابة بين المواليد الجدد.
وأضاف ”بعد تطبيق الفحص قبل الزواج أثبتت الإحصائيات أن 90 % من الحالات الغير متطابقة يخالفون توصيات المشورة الطبية المسؤولة عن الفحص و10 % فقط في البداية لا يكملون الزواج مما يعكس ضعف وعي وعدم تجاوب من المجتمع تجاه قضية صحية بالغة الأهمية ولكن تطور الأمر مع الأيام“.
وتابع ”أن الفحص الطبي حتى لو استطاع التقليل من الإصابات في جيل المواليد الجدد إلا أنه حل مؤقت لأنه سيتسبب في إنتاج جيل تزداد فيه نسب حاملي الصفة المنجلية“.
وأشار الى ان الدراسات قبل الفحص كانت تشير الى أن نسبة الحاملين 21% وبعد 6 سنوات ارتفعت إلى 24%، متسألا ماذا سيحدث بعد ثلاثين سنة من الآن.
وبين ان هذه الرؤية خاصة بالأحساء بسبب الإنغلاق في الزواجات ضمن القبائل والمناطق والنسبة المرتفعة من حاملين المرض، بالإضافة الى أن حاملي الصفة المنجلية كانت ذائبة في المجتمع.
ولفت الى ان الفحص قبل الزواج يفرزها إلى السطح «لأن حامل المرض لا يفضل الزواج من حامل للمرض» مما يؤدي وصم تلك الفئة في المجتمع ومن الآثار الاجتماعية أيضا السلبية حاليا هو توقيت الفحص وعادة يجري بعد الخطوبة لا قبلها مما يؤدي الى وصمة اجتماعية للبنات وعائلاتهم في حال عدم اكمال الخطوبة للزواج.
وذكر ان هناك خيارات أمام المجتمع للتقليل من نسبة الإصابة وحمل المرض ولكن تصطدم بالواقع الاجتماعي أو المحذورات الاسلامية كإسقاط الأجنة المصابة مثلا.
وشدد على ضرورة إجراء استكشاف المواليد ومعرفة المصاب للعناية به مبكراً طبياً كما هو المعمول مع الأمراض النادرة في السعودية، معرفة الحامل والسليم وتكون النتائج مدونة ويعطى الطفل بطاقة بها تحاليله.
وبين ان ابعد وقت يكون الفحص فيه اثناء الدراسة الثانوية أما بالنسبة لحاملي الصفة المنجلية في حال الرغبة في الزواج أو اذا كان أحد الطرفين مصاب والآخر حامل فعندها نحتاج الى إنشاء مراكز لأطفال الأنابيب مع تكنولوجيا انتخاب الأجنة وتكلفتها أقل من علاج مريض لمدة سنة وهذا من مشاريع الشؤون الصحية.
ولفت الى ان المقترح قد قدم من جمعية أمراض الدم السعودية للوزارة منذ اكثر من 10 سنوات.