قراءة في كتاب: بَوح الجَنان
• الكتاب: بَوح الجَنان
• تأليف: محمد فؤاد الفضلي
• إصدار: إصدار خاص بمناسبة أربعين الفقيد فؤاد الفضلي
• الطبعة: الطبعة الأولى 1438 هـ / 2017م
• الصفحات: 196 صفحة من القطع الصغير
صدر حديثًا كتابٌ بعنوان «بَوح الجَنان» للشاب البار ميرزا محمد بن فؤاد الفضلي. والكتاب عبارة عن مجموعة من الكلمات والخطابات والمقالات والقصائد التي قيلت في تأبين الأديب والمهندس الراحل ميرزا فؤاد ابن العلامة عبد الهادي الفضلي رضوان الله تعالى عليهما، ما بين الرحيل والأربعين. أعجبت كثيرًا بمضمون الكتاب وعنوانه ومقدمته وتصنيف فصوله.
قام المؤلف بإعداد الكتاب ليرسم لوحة فنية رائعة يعبر فيها عن بر الأبناء بالآباء في أروع صوره. وقد استطاع المؤلف خلال أربعين يومًا تقريبًا أن يُعد هذا السفر الجليل ويظهره بحُلة جميلة مع ما يحمله بين جنبيه من ألم الفقد لأب مميز في أبوته وفي شخصيته وفي سلوكه وفي عطائه، وفي بره لوالديه. فكما كان الفؤاد سر أبيه العلامة الفضلي، فهذا محمد سر أبيه الفؤاد. بعد الانتهاء من أيام العزاء - مباشرة - قام المؤلف بالاتصال بمجموعة من الشخصيات الدينية والأكاديمية وبعض المثقفين الذين كانت لهم علاقة معرفة وصداقة بوالده الفقيد السعيد ميرزا فؤاد الفضلي، حيث طلب منهم أن يسجلوا كلمة معبرة عن ذكرياتهم مع والده ليدرجها في الكتاب الذي يعده عن والده رحمه الله ليقدمه هدية في ليلة التأبين.
وقد شكلت الكلمات التي ضمها هذا الكتاب فسيفساء جميلة تحكي سيرة ومسيرة ميرزا فؤاد الفضلي في جميع جوانب حياته العلمية والعملية، وحياته الفكرية والأدبية، وحياته الأسرية الخاصة والعامة، وحياته الاجتماعية وبالذات علاقته المميزة بأصدقائه. ومن أبرز ما كُتب عنه هو بره المميز لوالده العلامة الفضلي رضوان الله تعالى في حياته وبعد رحيله، واهتمامه الشديد بنشر تراثه العلمي والفكري. لقد سلطت تلك الكلمات الضوء على جوانب عديدة من حياته وأوضحت ما كان خافيًا عن بعض الناس من سيرته العطرة.
لقد أجاد المؤلف ووفق في اختيار عنوان الكتاب «بَوح الجَنان» ليصف تلك العلاقة الصادقة والعلاقة الوطيدة بين ميرزا فؤاد ومحبيه من أهله وأصدقائه. وما هو معروف أن إحدى معاني كلمة الجَنان هو الفؤاد. وقد أبان وأفصح كُتاب الكلمات التي سُطرت بين دفتي هذا الكتاب ما يكنون في أفئدتهم من حب صادق لذلك الفؤاد الراحل إلى جوار ربه. كلماتهم خرجت من الفؤاد إلى الفؤاد.
عندما تقرأ مقدمة الكتاب، تلمس ما بين سطورها أدبًا راقيًا، لذا أقول جازمًا: سوف يبصم القارئ بالعشرة على أن الذي كتب هذه المقدمة أديب متمرس، وبارع في سبك أفكاره لينثرها وردًا يَسُر القارئين. كيف لا يكون كذلك، والمؤلف هو ابن الأديب فؤاد الفضلي، وجده الأول هو العلامة عبد الهادي الفضلي، وجده الثاني هو الفقيه ميرزا محسن الفضلي. وأخواله هم السيد حسن والسيد حسين والسيد مرتجى آل خليفة وجميعهم أدباء بارعون ولهم عطاء فكري وأدبي مميزين. فهذا الأديب اليافع هو سليل تلك الدوحة الشامخة بعطائها كمًّا وكيفًا.
لقد راق لي تصنيف الكتاب كثيرًا، حيث صنفه المؤلف بشكل يتناغم مع عنوان الكتاب. وقد أجاد أيُّما إجادة في ربط عنوان الكتاب بفصوله. وجاءت الفصول كالآتي: أول البَوح، بَوح تالٍ، بَوح أخير، الملحق.
وقد احتوى هذا الفصل على عدة كلمات وقصائد شعرية لبعض أفراد أسرة ميرزا فؤاد الكريمة، وهي كالتالي:
- رحيل الفؤاد الطاهر، السيد حسن الخليفة.
- خلود، السيد حسين الخليفة.
- سأبتسم لعاقبتك الحسنة وسأبتسم لمواصلة خطاك، إيثار فؤاد الفضلي.
- فؤاد الفضلي.. صداه فينا وهو في أفقه الفردوسي، السيد ألباب كاظم الخليفة.
- الأخ الحاني، فاطمة عبد الهادي الفضلي.
- فخر أبيه، جواد عبد الهادي الفضلي.
- رؤيا فؤاد..!، السيد حسن الخليفة.
وقد ضم هذا الفصل على عدة كلمات وقصائد شعرية لكوكبة من رفاقه وأصدقائه الذين ربطتهم علاقة وثيقة بميرزا فؤاد، وهي كالتالي:
- الفقيد وريادة النموذج في حفظ تراث العلماء، الشيخ محمد العباد.
- بيان جامعة آل البيت العالمية.
- سر أبيه، السيد حمزة الموسوي.
- تعزية سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل.
- الفقيد الشاب فؤاد الفضلي: طاقة علمية رحلت قبل أوانها، الشيخ أسامة العتابي.
- فؤاد تربية أبيه، الأستاذ سلام العلي.
- ميرزا فؤاد أنشودة العلامة الفضلي، الدكتور السيد عادل حسن الحسين.
- فؤاد الفضلي رحمه الله بين ألم الرحيل وعظمة الإنجاز، حسين منصور الشيخ.
- رفيق السِّفر والأسفار، عابد العلاسي.
- عن فؤاد ”هادي“ وهادي الفؤاد، خليفة حجي بن أحمد.
- أخي الذي لم تلده أمي، عماد إبراهيم العبد الله.
- فؤاد الفضلي: رؤية ورسالة، الدكتور محمد بن جواد الخرس.
- ذكرياتي مع الفؤاد، السيد علي باقر الموسى.
- الفقيد: إخلاص في العمل وصفاء في الروح، السيد محمد باقر الناصر.
- من زمالة العمل إلى صداقة العمر، مؤيد قاسم آل بزرون.
- اختزان التجربة ومواصلة النهج، الشيخ حسن الصفار.
وقد أسرد المؤلف في هذا الفصل عدة كلمات قصار مختارة من مقالات الفقيد السعيد ميرزا فؤاد الفضلي وكتاباته المتنوعة.
وفي الختام اختار المؤلف مجموعة من صور ميرزا فؤاد في مختلف مراحل حياته وقد أرفقها في ملحق الكتاب، إيمانا منه بأن «صورة واحدة خير من ألف كتاب».